صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

زواج النورين علي وفاطمة في الموسوعة الكبرى عن الزهراء للزنجاني (ح 8)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 جاء في كتاب الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء عليها السلام للشيخ إسماعيل الأنصاري الزنجاني: نثار عرس الزهراء عليها السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: دخلت أم أيمن على النبي صلّى اللّه عليه و آله و في ملحفتها شي‌ء، فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: ما معك يا أم أيمن؟ فقالت: إن فلانة أملكوها، فنثروا عليها، فأخذت من نثارها. ثم بكت أم أيمن و قالت: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فاطمة زوّجتها و لم تنثر عليها شيئا؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: يا أم أيمن لم تكذبين؟ فإن اللّه تبارك و تعالى لمّا زوّجت فاطمة أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها و حللها و ياقوتها و درّها و زمردها و إستبرقها، فأخذوا منها ما لا يعلمون، و لقد نحل اللّه طوبى في مهر فاطمة فجعلها في منزل علي عليه السلام. عن أنس قال: بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في المسجد إذ قال لعلي عليه السلام: هذا جبرئيل يخبرني أن اللّه عز و جل زوّجك فاطمة، و أشهد على تزويجها أربعين ألف ملك، و أوحى إلى شجرة طوبى: أن انثري عليهم الدر و الياقوت، فنثرت عليهم الدر و الياقوت. فابتدرت إليه الحور العين يلقطن في أطباق الدر و الياقوت، فهم يتهادونه بينهم إلى يوم القيامة. قال النبي صلّى اللّه عليه و آله: حدثني جبرئيل: إن اللّه تعالى لمّا زوّج فاطمة عليّا أمر رضوان فأمر شجرة طوبى، فحملت رقاعا لمحبّي آل بيت محمد عليهم السلام، ثم أمطرها ملائكة من نور بعدد تيك الرقاع، فأخذ تلك الملائكة الرقاع، فأخذت تلك الملائكة الرقاع. فإذا كان يوم القيامة و استوت بأهلها أهبط اللّه الملائكة بتلك الرقاع، فإذا لقي ملك من تلك الملائكة رجلا من محبّي آل بيت محمد عليهم السلام دفع إليه رقعة براءة من النار. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: أيها الناس هذا علي بن أبي طالب و أنتم تزعمون أني زوّجته ابنتي فاطمة عليها السلام إلى أن قال: و أمرني فكنت الخاطب و اللّه تعالى الولي. و أمر شجرة طوبى فحملت الحلي و الحلل و الدر و الياقوت، ثم نثرته. و أمر الحور العين فاجتمعن فيلقطن، فهن يتهادينه إلى يوم القيامة و يقلن: هذا نثار فاطمة عليها السلام. عن ابن مسعود، قال: أصابت فاطمة عليها السلام صبيحة يوم العرس رعدة، فقال لها النبي صلّى اللّه عليه و آله: يا فاطمة زوّجتك سيدا في الدنيا، و هو في الآخرة لمن الصالحين. يا فاطمة لما أراد اللّه تعالى أن أملكك بعليّ أمر جبرئيل فقام في السماء الرابعة فصفّ الملائكة صفوفا، ثم خطب عليهم فزوّجك من علي. ثم أمر اللّه سبحانه شجر الجنان، فحملت الحلي و الحلل، ثم أمرها فنثرته على الملائكة. فمن أخذ منهم يومئذ شيئا أكثر ممّا أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة. قالت أم سلمة: لقد كانت فاطمة عليها السلام تفتخر على النساء، لأنها من خطب عليها جبرئيل عليه السلام.

في حديث خباب الأرت: إن اللّه تعالى أوحى إلى جبرئيل: (زوّج النور من النور). و كان الولي اللّه، و الخطيب جبرئيل، و المنادي ميكائيل، و الداعي إسرافيل، و الناثر عزرائيل، و الشهود ملائكة السماوات و الأرضين. ثم أوحى إلى شجرة طوبى: أن انثري ما عليك، فنثرت الدر الأبيض، و الياقوت الأحمر، و الزبرجد الأخضر، و اللؤلؤ الرطب. فبادرن الحور العين يلتقطن و يهدين بعضهن إلى بعض. قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله: أتاني ملك فقال: يا محمد إن اللّه يقرأ عليك السلام و يقول لك: قد زوّجت فاطمة عليها السلام من علي عليه السلام، فزوّجها منه، و قد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر و الياقوت و المرجان، و إن أهل السماء قد فرحوا لذلك، و سيولد منها ولدان سيدا شباب أهل الجنة، و بهما يزين أهل الجنة، فأبشر يا محمد فإنك خير الأولين و الآخرين. روي عن جابر بن عبد اللّه، قال: لمّا زوّج رسول اللّه صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام من علي عليه السلام كان اللّه تعالى مزوّجه من فوق عرشه، و كان جبرئيل الخاطب، و كان ميكائيل و إسرافيل في سبعين ألفا من الملائكة شهودا. و أوحى اللّه إلى شجرة طوبى أن انثري ما فيك من الدرّ و الياقوت و اللؤلؤ، و أوحى اللّه إلى الحور العين: أن التقطنه، فهن يتهادينه إلى يوم القيامة فرحا بتزويج فاطمة عليها السلام عليّا عليه السلام. عن مالك بن حمامة، قال: طلع علينا رسول اللّه صلى الله عليه وآله ذات يوم متبسما يضحك، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، ما الذي أضحكك؟ قال صلى الله عليه وآله: بشارة أتتني من عند اللّه في ابن عمي و أخي و ابنتي. إن اللّه تعالى لمّا زوّج فاطمة عليها السلام أمر رضوان فهزّ شجرة طوبى، فحملت رقاقا- يعني بذلك صكاكا، و هي جمع صك و هو الكتاب- بعدد محبينا أهل البيت، ثم أنشأ من تحتها ملائكة من نور، فأخذ كل ملك رقّا. فإذا استوت القيامة بأهلها جاءت الملائكة و الخلائق، فلا يلقون محبا لنا محضا أهل البيت إلّا أعطوه رقّا فيه براءة من النار، فنثار أخي و ابن عمّي و ابنتي فكاك رقاب رجال و نساء من أمتي من النار، بعوض حب علي بن أبي طالب و فاطمة ابنتي و أولادهما. عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: هممت بتزويج فاطمة حينا، و لم أجسر على أن أذكره لرسول اللّه صلى الله عليه وآله إلى آخر الحديث.

ويستطرد الشيخ إسماعيل الأنصاري الزنجاني في موسوعته الكبرى عن نثار عرس الزهراء عليها السلام قائلا: عن جابر الأنصاري، قال: لمّا زوّج رسول اللّه صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام من علي عليه السلام أتاه أناس من قريش فقالوا: إنك زوّجت عليّا عليه السلام بمهر خسيس. فقال صلى الله عليه وآله: ما أنا زوّجت عليّا، و لكن اللّه زوّجه ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى، أوحى اللّه عز و جل إلى السدرة: أن انثري، فنثرت الدر و الجواهر على الحور العين، فهن يتهادينه و يتفاخرن و يقلن: هذا من نثار فاطمة بنت محمد إلى آخر الحديث. عن أنس بن مالك، قال: بينما رسول اللّه صلى الله عليه وآله جالس إذ جاء علي عليه السلام فقال صلى الله عليه وآله: يا علي! ما جاء بك؟ قال عليه السلام: جئت لأسلّم عليك. قال صلى الله عليه وآله: هذا جبرئيل، يخبرني أن اللّه تعالى زوّجك فاطمة، و أشهد على تزويجها ألف ألف ملك، و أوحى اللّه تعالى إلى شجرة طوبى: أن انثري عليهم الدر و الياقوت. فابتدرت إليهن الحور العين، و هن يتهادينه بينهن إلى يوم القيامة، و يقلن: (هذه تحفة خير النساء)، فمن أخذ منه شيئا أكبر ممّا أخذه صاحبه أو أحسن، افتخر به على صاحبه إلى يوم القيامة. عن علي عليه السلام، قال: لمّا زوّجني النبي صلى الله عليه وآله بفاطمة عليها السلام قال لي: أبشر يا علي فإن اللّه قد كفاني ما أهمّني من أمر تزويجك إلى أن قال: ثم بعث اللّه تعالى عليهم السحابة فأمطرت عليهم الدر و الياقوت و اللؤلؤ و الجوهر، و نثرت الملائكة السنبل و القرنفل، فهذا مما نثرت الملائكة. عن أنس بن مالك، قال: ورد عبد الرحمن بن عوف و عثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له عبد الرحمن بن عوف: يا رسول اللّه تزوّجني فاطمة عليها السلام ابنتك؟ إلى أن قال: و هبط جبرئيل في تلك الساعة فقال: يا أحمد إن اللّه تعالى يقرئك السلام و يقول: قم إلى علي بن أبي طالب، فإنما مثله مثل الكعبة يحجّ إليها و لا تحجّ إلى أحد. إن اللّه أمرني أن آمر رضوان خازن الجنة أن يزيّن الأربع جنان، و آمر شجرة طوبى و سدرة المنتهى أن تحملا الحلى و الحلل، و أمر الحور العين أن يتزيّنّ و أن يقفن تحت شجرة طوبى و سدرة المنتهى إلى آخره.

ويستمر الشيخ الزنجاني في كتابه الموسوعة عن نثار عرس الزهراء عليها السلام قائلا: عن ميمون بن مهران، قال: بينما ابن عباس قاعد على شفير زمزم إذا هو برجل قائم بين الركن و المقام إلى قوله: و دخلت أم أيمن باكية على النبي صلى الله عليه وآله فقال لها: ما يبكيك يا أم أيمن؟ قالت: ذكرت بني فلان زوّجوا فتاتهم، و نثروا عليها من السكر و اللوز ما علم اللّه، و ذكرت ابنتك فاطمة يا رسول اللّه سيدة النساء، زوّجتها من عليّ فلم ينثر عليها شي‌ء. فقال لها النبي صلى الله عليه وآله: لا تبكي يا أم أيمن، فو الذي بعثني بالحق نبيّا، ما زوّجت فاطمة من علي حتى رضى علي، و ما رضي علي حتى رضيت أنا، و ما رضيت أنا حتى رضي رب العالمين. يا أم أيمن، إنه لمّا أراد اللّه أن يزوّج فاطمة من علي أمر الملائكة أن احتلقوا بالعرش، و أمر شجرة طوبى أن تتزيّن، و أمر اللّه الحور العين أن يحدقن حول الشجرة، و أمر اللّه جبرئيل أن يكتب: (الملائكة يشهدون كذا)، فكان الكاتب جبرئيل، و الملائكة شهود، و الولي رب العالمين. و أمر اللّه شجرة طوبى أن انثري ما عليك من اللؤلؤ و الزمرد. فجعلت تنثر ما عليها، و جعلن الحور العين يلتقطنه في حليهن و حللهن، و يتفاخرن بتهاديه، و يقلن: (هذا من نثار فاطمة ابنة محمد و زوجها علي). قال الدميري: و الصحيح: أن تزويج فاطمة عليها السلام من علي عليه السلام كان بأمر اللّه و وحي منه إليه إلى آخر الحديث. قال النبي صلى الله عليه وآله: إن اللّه تعالى زوّج عليّا عليه السلام بفاطمة عليها السلام في السماء تحت ظل العرش، و جبرئيل خطيبها، و ميكائيل وليّها، و إسرافيل القابل، ثم أمر اللّه تعالى شجرة طوبى، فنثرت عليهم اللؤلؤ و العقيق و الزبرجد، مكتوب فيها: (أمان من اللّه لشيعتها، مذخورا لهم عند الملائكة).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/05



كتابة تعليق لموضوع : زواج النورين علي وفاطمة في الموسوعة الكبرى عن الزهراء للزنجاني (ح 8)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net