المتحف العراقي القديم
عبد الملك كمال الدين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الملك كمال الدين

من الشواهد القديمة والذكريات البغدادية أيام زمان، افتتاح المتحف العراقي برعاية الملك فيصل الأول، وجمهور كبير من الوزراء، والمندوب السامي البريطاني، والمستشارين الانكليز والهنود، والأعيان والنواب، وعلّية القوم... وكان أكثر الحاضرين اغتباطا بالمناسبة (المس بيل) الخاتون، والتي تصدّر تمثالها النصفي واجهة المتحف، وكما افتتح بناية ثانية لمديرية الآثار، والتي اشغلت مؤقتا من قبل كلية الحقوق، ثم وزارة المعارف، بعد ذلك أصبحت مركزا لأمانة العاصمة، بعد انتقال المتحف ومديرية الآثار العامة الى البناية الجديدة في الصالحية.
وقد وضعت تصاميم بناء المتحف ومديرية الآثار، وكذلك الإشراف على بنائها من قبل المهندسين البريطانيين والهنود الذين رافقوا الحملة الانكليزية، وحقيقة جاءت هذه التصاميم خليطا من شتى الأنماط المعمارية من الفن الشرقي، وكان كثير من موادها الانشائية كالحديد قد جلب من الهند، والطابوق الأصفر والأحمر من الكاظمية، وكانت الأسس من النورة والرماد، وقطع الطابوق، حيث ان الاسمنت لم يكن معروفا وقتها. وكانت أخشاب (الجاوي، والتوف، والسيسم، وخشب الجام) كلها تأتي بالسفن من المستعمرات البريطانية.
كان البناء البغدادي مبدعا في (عگادة العرقچين) للسقوف، واستعمال (القير) للأرضيات، مغطى بطابوگ (الماطلي والفرشي الكظماوي).
كانت (المس بيل) فرحة بهذا الانجاز، وأجازت للمنقبين من البعثات الاجنبية الانكليزية والفرنسية والالمانية، بأن تأخذ ما تشاء من هذه الكنوز للمتاحف الاجنبية، على الرغم من صدور قوانين تحمي الآثار العراقية في سنة 1926، وقانون آخر في سنة 1932 و1936.
وقد تناوب الكثير من الانكليز، وكان من أبرزهم (المستر كوك) المتهم بتهريب الاثار، حتى امتدت يده الى خزانات أوقاف المسلمين وآثارها، ويذكر يوما ان سلطات الكمارك كبست صناديق تحتوي على آثار مهربة، فقامت ضجة في الصحف حول ذلك، فألغي منصب مستشار وزارة الأوقاف، وغادر المستر (كوك) العراق بتلك الفضيحة النكراء...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat