الإنسان.. ونوازع الخير والشر فيه
عبد الملك كمال الدين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الملك كمال الدين

الإنسان الذي خلقه الله سبحانه وتعالى أشرف مخلوق على وجه الأرض، يمتاز بحالتين: الحالة الأولى ذات الجنبة المادية، والحالة الثانية ذات الجنبة الروحية، وهما متلازمتان، فالوجود المادي هو كيانه الجسماني، أما الجنبة الروحية فهي التي تتجلى فيها انسانيته بحقيقتها الخالصة، بما فيها من حكمة وأخلاق وإرادة ونقاء وعفة وضمير ووجدان.. وبمجملها فهي مفردات مكارم الأخلاق التي بوجودها كانت شعاع نور أنارت آفاق الحياة الإنسانية المحترمة.
وحقيقة.. هكذا كانت صفات المعصومين(عليهم السلام) من بيت النبوة الذين طهرهم الله سبحانه من كل ما يشين، واصطفاهم على الخلق أجمعين، وحباهم بأكرم الصفات الإنسانية، فكانوا مثلا أعلى بين بني البشر، وبهداهم اهتدت الخليقة لأجل رسالة سماوية نزلت على خاتم النبيين محمد(ص) وأهل بيته الكرام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فهم سادة الناس وهداتهم للحرية والتوحيد وكرامة الإنسان، وتوجيههم الوجهة الصحيحة الحقة، ليكونوا على بصيرة من أمرهم دنيا وآخرة.
وبداهة.. أن هناك صراعاً دائراً بين قوى الخير وقوى الشر في ذات الإنسان، فإذا كان مؤمناً شديد التمسك بدينه، متحصناً من الزلل، فأن قوى الخير هي الغالبة.. وأما اذا كان العكس، وغلبت النزعة الشريرة على نوازع الخير والصلاح، فالعياذ بالله منه ومن تصرفاته الشائنة من شر وظلم وتعسف، فلا فرق بينه وبين الحيوان المفترس، وانعكاس ذلك على المجتمع.
وهكذا مخلوق له شهوة الظلم وافتراس الإنسان وتمزيق أوصاله وأواصره، فتسود شريعة الغاب من استعباد وابتزاز وقتل النفس المحترمة، وهكذا مخلوق اذا تسلط على المجتمع فيسومه سوء العذاب والمهانة والإذلال.. وهدام وحزبه وداعش وشيوخ التكفير والإجرام أوضح مثال في عصرنا الحالي، وهم امتداد لأفكار ضالة سودت تاريخ الإسلام المنحرف من قطعان، من حيوانات بشرية لا تتورع عن ارتكاب أفظع المنكرات بحق الإنسان المسالم، فشتان بين الضلالة والهدى والظلاميين المنحرفين والبشر المتنور الخيّر المنفتح والطموح؛ لإغناء فكر الإنسانية جمعاء بما فيه الخير والإيمان والصلاح، وهكذا كان وسيبقى دين الإسلام الحق المتمثل بعقيدة وأفكار أئمتنا المعصومين(عليهم السلام) سادة البشر من بني هاشم النجوم اللامعة في سماء الحياة والأنوار الباهرة الزاهرة في فضاء هذا الكون الرحيب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat