صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

الامام الهادي (ع) باني قلعة التشيع في سامراء
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 المؤرخون لا سيما الشيعة سلطوا الضوء على سيرة الامام علي الهادي عليه السلام في سامراء فقط ، بينما امامته التي امتدت الى قرابة 34 سنة منها على اختلاف الروايات ( 14 او 16 او 24 ) سنة في المدينة المنورة وتكاد تكون سيرته مجهولة في تلك الفترة اما في سامراء ففيها تفصيل مع بعض التحليل .
فترة الامام الهادي عليه السلام تعتبر اطول فترة بالنسبة للائمة عليهم السلام ولربما تكون مدة امامة الامام الصادق عليه السلام مساوية لها ( 34 سنة ) . 
واهم فترة من امامة الهادي عليه السلام هي تلك التي قضاها في سامراء ، وقد خدم التشيع بمقدار ما خدمه الامام الصادق عليه السلام ، لربما سائل يسال كيف ؟
اقول ان رحيل الامام الهادي عليه السلام الى سامراء التي كانت مدينة النصارى وذلك لوجود اكثر من عشرة اديرة للرهبان والراهبات فيها ، حتى ان المعتصم عندما انتقل الى سامراء اشترى الارض التي شيد عليها قصر الامارة من نصارى ، ودليل اخر ان الامام الهادي عليه السلام اشترى داره الذي سكنه وصار قبره من دليل بن يعقوب النصراني ، وهذا يدل دلالة قاطعة على نصرانية سامراء بل هنالك روايات لهم مع الخلفاء العباسيين .
ومع شدة تعسف المتوكل ضد الامام علي الهادي عليه السلام في سامراء وجهاد الامام ضد المتوكل استطاع وباسلوبه الخاص ان يثبت اركان التشيع في سامراء بشكل كبير( هذا بحاجة الى تفصيل لا يسعنا المقام هنا له )  وقد اكد ذلك عندما اغتال المعتز الامام الهادي عليه السلام واثناء تشييع جنازته اضطربت سامراء وهاجت وماجت عن بكرة ابيها لتشييع جنازته حتى انني قرات في بعض المصادر كان المفروض ان يدفن الى جنب ابيه الجواد عليه السلام في الكاظمية لكن لهيجان الناس وخوف المعتز من ان ينقلبوا ضده امر بدفنه في داره .
وقد غيرت الدولة العثمانية في التركيبة السكانية في سامراء لانها كانت طائفية وتحارب التشييع ووضعت العيون لرفع التقارير لاستنبول عن انتشار التشيع .
هنا لدينا وقفة مع معلومة ذكرت في كتاب ماثر الكبراء في تاريخ سامراء وقد اعتمدها من كتب عن سامراء وجعلوا منها كرامة ، فهي ان الشيخ محمد السلماسي  أحرق جميع قبور خلفاء العبّاسيّين في سامرّاء ليلا ، وكانت في الدار التي هي في قبلة السرداب الشريف وفيها شبّاك يدخل منه الضوء إليه ، ولكلّ صندوق وزينته. 
فماج الناس في بغداد وكتبوا مجلّة حكموا فيها بكفره ووجوب قتله ، فطلبه والي بغداد وخلّصه الله تعالى عن شرّهم بتوسّط بعض الولاة المؤمنين الذين كانوا يخفون إيمانهم ، ورشا كثيرة في الباطن من الخان المذكور ولم يبق والحمد لله من تلك القبور أثر.
وهنا لنا وقفة مع هذا الخبر من حيث ان قبور الخلفاء لم تكن اطلاقا ضمن الروضة العسكرية ولا بالقرب من سرداب الغيبة وذلك لان قبورهم شخصت في قصورهم وبعضها جعل لها القبة الصليبية 
دفن الخلفاء الذين عاشوا في سامراء و أولهم ، وهو المعتصم ، قد دفن في الجوسق الخاقاني ، وان الواثق قد دفن في الهاروني ، وان والدة المتوكل قد دفنت في جامع « الجعفرية » - أي في أبي دلف - اما المتوكل نفسه فقد دفن في القصر الجعفري . لكن المنتصر ابنه كان أول خليفة عباسي يعرف قبره بوجه عام لأن أمه اليونانية طلبت رخصة من المسؤولين لاقامة قبة خاصة فوق قبره فلبي طلبها ، ويقع هذا الضريح فيما يجاور و قعر الصوامع .. هذا وقد عرف ان المعتز والمهتدي كانا قد دفنا في نفس القبة بعد ذلك أيضاً . ويقول كريسويل ان العلامة هر تسفيلد ، يقترح ، بناء على وجود هذه الأدلة القوية ، بأن القبة الصليبية ربما تكون هي القبة التي دفن فيها أولئك الخلفاء الثلاثة من العباسيين ( المصدر موسوعة العتبات 12/ 229) 
الامر الاخر ان ضريح الامام الهادي عليه السلام كان في بيته ولم تكن مقبرة اطلاقا حتى يدفن فيها هؤلاء الخلفاء او اي شخص اخر ، واما عامة الناس في سامراء في ذلك الوقت واكثرهم اتراك كانوا يدفنون في مقبرة المتوكلية وهي التي خصصها المتوكل لموتاهم .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/26



كتابة تعليق لموضوع : الامام الهادي (ع) باني قلعة التشيع في سامراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net