مشاة الأربعين (وعباد الرحمن الذين يمشون) (ح 1)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن المشي "وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا" ﴿الفرقان 63﴾ لما ذكر في الآية السابقة استكبارهم على الله سبحانه وإهانتهم بالاسم الكريم: الرحمن، قابله في هذه الآية بذكر ما يقابل ذلك للمؤمنين وسماهم عبادا وأضافهم إلى نفسه متسميا باسم الرحمن الذي كان يحيد عنه الكفار وينفرون. وقد وصفتهم الآية بوصفين من صفاتهم: أحدهما: ما اشتمل عليه قوله: "الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا" ﴿الفرقان 63﴾ والهون على ما ذكره الراغب التذلل، والأشبه حينئذ أن يكون المشي على الأرض كناية عن عيشتهم بمخالطة الناس ومعاشرتهم فهم في أنفسهم متذللون لربهم ومتواضعون للناس لما أنهم عباد الله غير مستكبرين على الله ولا مستعلين على غيرهم بغير حق، وأما التذلل لأعداء الله إبتغاء ما عندهم من العزة الوهمية فحاشاهم وإن كان الهون بمعنى الرفق واللين فالمراد أنهم يمشون من غير تكبر وتبختر. وثانيهما: ما اشتمل عليه قوله: "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" أي إذا خاطبهم الجاهلون خطابا ناشئا عن جهلهم مما يكرهون أن يخاطبوا به أو يثقل عليهم كما يستفاد من تعلق الفعل بالوصف أجابوهم بما هو سالم من القول وقالوا لهم قولا سلاما خاليا عن اللغو والإثم، قال تعالى: "لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا" (الواقعة 25-26)، ويرجع إلى عدم مقابلتهم الجهل بالجهل. وهذه كما قيل صفة نهارهم إذا انتشروا في الناس وأما صفة ليلهم فهي التي تصفها الآية التالية.

جاء في موقع الكوثر عن أكثر من 1000 إعلامي يشاركون بتغطية "الزيارة الأربعينية" في كربلاء المقدسة: شهدت كربلاء المقدسة تغطية إعلامية واسعة بمناسبة زيارة الأربعين، حيث تجاوز عدد الإعلاميين المشاركين 1000 صحفي وفني، بينهم العشرات من القنوات الفضائية ووكالات الأنباء العالمية، في حدث يؤكد الأهمية الدينية والإعلامية لهذه المناسبة التي تُعدّ واحدة من أكبر التجمعات البشرية على مستوى العالم. وأعلن رئيس فرع نقابة الصحفيين في كربلاء المقدسة، حسين الشمري، عن مشاركة واسعة لوسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية في تغطية مناسبة "الزيارة الأربعينية" لهذا العام. وقال الشمري، لوكالة شفق نيوز، إن "عدد الفضائيات المشاركة في التغطية بلغ 41 قناة، إضافة إلى 9 إذاعات و11 وكالة أنباء"، مبيناً أن "إجمالي عدد الإعلاميين والصحفيين والفنيين المشاركين وصل إلى 1080 شخصاً، من بينهم 167 إعلامياً عربياً وأجنبياً". أضاف أن "التغطية الميدانية اعتمدت على 16 سيارة بث مباشر (SNG) و20 جهاز لايف يو، ما مكّن من نقل فعاليات الزيارة إلى العالم بشكل متواصل"، مؤكداً أن "الحضور الإعلامي بهذا الحجم يعكس الأهمية العالمية للزيارة ويبرز الجانب الإنساني والخدمي فيها". وتعد الزيارة الأربعينية واحدة من أكبر التجمعات الدينية في العالم، حيث يحيي ملايين المسلمين الشيعة ذكرى مرور أربعين يوماً على مقتل الإمام الحسين عليه السلام حفيد النبي محمد في معركة كربلاء عام 61 للهجرة الموافق 680 ميلادي. وتُصادف الزيارة الأربعينية يوم 20 صفر من كل عام هجري، حيث يقصد الزوار مدينة كربلاء مشياً على الأقدام من مختلف مناطق العراق والعالم، وسط إجراءات أمنية وخدمية واسعة لتأمين الحشود وتوفير الخدمات.

وعن آداب الزائر وهو في طريقه إلى الحسين عليه السلام يقول الشيخ حيدر الصمياني: أن يمشي بسكينة ووقار حتى يكون مصداقاً لقول الله تعالى: "وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا" (الفرقان 63). والابتعاد عن كل ألوان النقاشات الحادة وكل ما يدعو إلى التوتر أياً كانت الموضوعات المطروحة ومهما كانت الأسباب. والانشغال في التفكير في مظلومية الحسين عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام لاسيما في أسرهم وذهابهم ورجوعهم إلى كربلاء. والاستغفار حيث يكون شاملاً لكل ذنوبنا وتقصيرنا مع الله ومع زوار الحسين عليه السلام ومع سائر المؤمنين والدعاء لهم. وتصور حالك أخي الزائر أن ضعن السيدة زينب عليها السلام مع بقية بني هاشم في الطريق معك وأنت إلى جانبهم تراهم وهم بأشد حال تقشعر له الأبدان وترتعد منه فرائص كل إنسان كما يقول السيد بن طاووس كيف يمكن أن يكون حالك؟ وهل يمكن أن تكون بغير حال البكاء والحزن. الحرص على أداء الصلوات المفروضة في أوقاتها ما أمكنه ذلك فإن من يسار إليه وهو الحسين عليه السلام لم يترك صلاته حتى في ظهر يوم العاشر من المحرم بل صلاها جماعة على وفق الاستحباب. تلاوة شيء من القرآن وذلك عند الضريح وإهداؤه إلى المزور والمنتفع بذلك الزائر وفيه تعظيم المزور. وينبغي أن لا ينسى الزائر العزيز ما ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام من اشتراط الحصول على الثواب والفضل العظيم ومنها الجنّة إن شاء الله تعالى على زيارة الحسين عليه السلام مع عرفان حقه، يقول الإمام الرضا عليه السلام: (من زار الحسين بن علي عليهما السلام عارفاً بحقه كان من محدثي الله فوق عرشه ثم قرأ عليه السلام: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ" (القمر 54-55).

جاء في موقع شفقنا عن النقل: تخصيص 580 باصًا و12 قطارًا للتفويج العكسي لزوار الأربعين: أعلنت وزارة النقل العراقية اليوم الأربعاء، تخصيص 580 باصاً، و12 قطاراً لعملية التفويج العكسي لزوار الأربعين. وذكر بيان لوزارة النقل اطلع عليه (شفقنا العراق) أن "وزارة النقل أعلنت جاهزيتها التامة للتعامل مع ذروة حركة الزائرين خلال زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، واستمرارها في تقديم الخدمات حتى تفويج آخر زائر من مدينة كربلاء المقدسة". وأضاف البيان، أن "وزير النقل رزاق محيبس السعداوي يواصل إشرافه الميداني المباشر على تنفيذ الخطة الخدمية التي تديرها غرفة عمليات النقل، وبمشاركة جميع التشكيلات الرئيسة والساندة". التفويج العكسي لزوار الأربعين: وأوضح البيان، أن "580 باصاً تابعاً للشركة العامة لنقل المسافرين والوفود يعمل في الخطة الخدمية، إضافة إلى 12 قطاراً تعمل ضمن محوري (كربلاء – بغداد) و(كربلاء – البصرة)، بهدف استيعاب الزخم الكبير في حركة الزائرين خلال يومي الأربعاء والخميس، وهما ذروة الزيارة". وأضاف، أن" التشكيلات الرئيسة والساندة تعمل بكامل طاقتها، مع إدخال باصات وحافلات إضافية إلى الخدمة وقت الذروة، بالتنسيق العالي مع القوات الأمنية والحكومة المحلية وكافة المؤسسات المعنية، وبالتواصل المباشر مع اللجنة العليا لإدارة الزيارات المليونية". وشدد الوزير- بحسب البيان- على "ضرورة استمرار التواجد الميداني لفرق العمل وعدم الانسحاب من المواقع حتى الانتهاء من تفويج آخر زائر، مؤكداً أن الوزارة في حالة استنفار كامل لضمان تقديم أفضل الخدمات لزوار الإمام الحسين عليه السلام".

الموضوع السابق من أجل الحسين..!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat