قراءة تربوية في سيرة الإمام الحسن المجتبى "عليه السلام" -٢-
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

تحدثنا فيما سبق من خلال أدوار حياة الإمام الحسن المجتبى "عليه السلام" الثلاثة حيث عهد (جدِّه، وأبيه، وإمامته) عن الدرس الأول الذي يُفاد من ذلك وهو (أثر البيئة والتربية).
وننتقل إلى بيان الدرس الثاني في هذه الحلقة.
-١-
ثانيًا✍🏻: العلم والمعلم.
فالعلم من أعظم المسائل التي اعتنى بها المشرِّع الإسلامي، حيث مقام (المعلم، والمتعلم، ومكان العلم).
وعندما ندرس ذلك في سيرة الإمام الحسن نرى:
١- المعلم: سيد النبيين محمد، وسيد الوصيين علي، وسيدة نساء العالمين فاطمة.
٢- مكان العلم:
أ- البيت. فهو ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ)).
ب- المسجد. فهو ((لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَ اللَّـهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)).
فاختيار المعلم الناصح الكامل والبيئة الملائمة للتعليم المباركة تؤدي إلى إيجاد جيل متعلم، قادر على بناء شخصيته، وبناء مجتمعه وخدمته والتضحية له.
-٢-
وأما العلوم المهمة التي ينبغي الاعتناء بها في أبنائنا فيمكن أنْ تكون إجمالًا الآتي، كُلٌّ على قدره✍🏻📖:
١- العقيدة📖: حيث معرفة حقيقة العقيدة الإسلامية، وما يتعلق بالخالق ووجوده وعظمته، وعدله وغيره.
٢- الفقه📖: حيث معرفة أحكام الشريعة وعلاقتها ببناء الإنسان. وأداء التكاليف الإلهية.
٣- التفسير📖: حيث معرفة التعاليم الإلهية، ومنهج الهداية القرآنية للتي هي أقوم.
٤- التاريخ📖: حيث معرفة تاريخ الإسلام العظيم ورجاله الذين كانوا النواة الأولى له، وخصوصًا التاريخ الذي له علاقة بالعقيدة.
٥- العلوم الأخرى📖: حيث معرفة الطب، والتربية، والعلوم العسكرية، والصناعية، والزراعية التي تجعل بلاد الإسلام عزيزة بأبنائها، وليس بالاعتماد على غيرهم مطلقًا.
-٣-
وعلى المجتمع أنْ يؤدي رسالته من خلال الأمور الخمسة الآتية✍🏻📖:
١-✍🏻 تهيئة المعلم المربِّي النزيه الكفوء في أداء رسالته المقدسة.
٢-✍🏻 الطالب المؤمن أنَّ العلم سبيل الكمال والتقدم والرفعة والعزة، وليس التفكير بالشهادة وإنْ لم تكن موافقة لمستوى علمه.
٣-✍🏻 البيئة التعليمية المناسبة للعلم وطلبته، البعيدة عن الترف والبهرجة والمظاهر التي تجعلها بيئة لضياع العمر، لا لاستثمار العمر، وتربية الطالب على العلم والمبادئ والمقدسات.
٤-✍🏻 أنْ يكون المجتمع يعرف قيمة العلم والمعلم وآثار ذلك في البناء التربوي، والدعوة للتعريف والتثقيف على ذلك؛ ليهيء أبناءه لذلك.
٥-✍🏻 أنْ تؤدي الحكومة دورها في تذليل كل الصعاب بالنسبة للجميع، وأنْ تحافظ على المعلم وكرامة دوره الرسالي في الأمة، والمحافظة على الطالب من الضياع، وتهيئة البيئة المناسبة ومستلزمات التقدم.
أخيرًا✍🏻 .. إنَّ العلم والمعلم والمتعلم ومواطن العلم المختلفة لها أثر كبير في تربية الأمة، فالمعلم ومكان العلم الذي كان الإمام الحسن المجتبى "عليه السلام" يأوي إليه يدعو للتفكير للتأسي بأهمية ذلك على وفق متطلبات الحياة المختلفة.
خادم الثقلين
السبت ٧ صفر ١٤٤٧هج
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat