الذي جعلني اكتب هذا المقال ذكر لي شخص انه سمع خطيب ـ اجتهاد وشهادة ـ يقول ان جسم الحسين عليه السلام يختلف عن اجسامنا ودليله انه تلقى (1900) طعنة ورمح يوم العاشر وتحملها .
هذا ما وصلني من عبقريات هذا الخطيب فقلت للناقل طبقا لهذه الفرضية ايضا يختلف جسد الحسين عليه السلام عن جسد ابيه الذي بضربة سيف فارق الحياة في اليوم الثالث ؟!!!!!
لا اعلم كيف يفكر اصحاب هكذا عقول ، هم يحبون اهل البيت عليهم السلام ويعتقدون بهكذا استنتاجات وروايات ترفع من قيمة المعصوم، وحقيقة هذا الموضوع جدا بسيط ويصبح معقد ومحرج للشيعة عندما تدخل الفلسفة فيها ، اتذكر نقاش من لا يؤمن بان المعصوم يعلم الغيب مع من يؤمن فقال له طبقا لرايك ان المعصوم يعلم الغيب أي يعلم ما يجري ، فقال له الشيعي ( قح جدا ) نعم فقال له : عليه ان نوم الامام علي عليه السلام بدلا عن رسول الله يوم الهجرة ليست فضيلة لانه يعلم بان القوم لن يقتلوه ، هنا بدات الفلسفة من الاخ المحب للامام علي عليه السلام وحقيقة انا لا افهم بالفلسفة ولا اؤمن بها ، وهي علم موجود لا يمكن ان انكره .
مسالة علم الغيب مسالة فيها تفرعات وتؤدي حتى الى شبهات وفي بعض الاحيان الى اكاذيب ، والنتيجة ان لها مفاهيم اعتقد ليس من السهولة اثباتها ، لكن بالنتيجة من وجهة نظري الابتعاد عن هكذا مواضيع ، والثابت العقلي ان لدينا القران ولدينا السنة النبوية ومن حافظ على السنة هم الائمة الاثنى عشر عليهم السلام وخلال الفترة ما بعد رسول الله كانت الحياة في تجدد وهذا التجدد بحاجة الى فقه متجدد وهذا الفقه المتجدد هو عند الائمة عليهم السلام نقلا عن رسول الله (ص) وهذا سمه ما شئت علم غيب , او علم لدني والنتيجة ايضا علم غيب .
نعم من يكون حجة لله عز وجل على الارض يكون هنالك دعم الهي له سواء في العلم او في بعض محطات حياة المعصوم ، وهذه قد تلتبس علينا الشواهد ، لكن هذه العلوم التي صدرت عن المعصوم حتى الغيبة الصغرى اصبحت المنهج الاساسي للفقهاء لاجل معرفة الحكم الشرعي وهو ليس نفس حكم المعصوم ولكن هو اقصى ما اجتهد به الفقيه ويكون العلم عند الله مع صدق النوايا ، لانه لا احد يستطيع ان يجزم انه حكم المعصوم .
مسالة ان الفقيه نائب الامام هذا نحن المقلدون نطلق هذه الصفة على الفقيه الذي نعتقد انه الاعلم باعتبار ان يكشف عن راي المعصوم بخصوص الابتلاءات التي تعترضنا ، يعني نحن نقول انه نائب المعصوم بحكم عملية الاستنباط اما المجتهد فلا يدعي انه نائب الامام .
كثيرة جدا هذه النقاشات التي يتعرض لها الشيعي بخصوص شبهة ان الامام يعلم بمقتله فياتي السؤال البديهي ان كان يعلم فلماذا ياكل السم او يقتحم المعركة الا يعتبر تهلكة ؟ وان كان بامر من الله اذن ما يقوم به الامام ليس له الامتياز لانه ينفذ ما يامره الله سواء ذكر علوم او اقتحام معارك .
وحقيقة مسالة توقع الامام بانه يقتل هذا امر طبيعي جدا اليوم أي معارض لنظام طاغية فانه يعتقد في أي لحظة بانه سيتم اغتياله ، وهكذا المعصوم فانه يعلم في أي لحظة سيتم استهدافه اما انه يعلم ان هذه التمرة فيها سم ويلتهمها فهذا عقلا غير مقبول ، نعم سياتيك الفلاسفة لتخريج هذا الامر .
باختصار ان المعصوم يختلف عنا في امر مهم جدا وهو المخزون العلمي الذي لديه وهو علم لدنيوقمة الاخلاق التي هي باختياره ، ومن خلال هذه العلوم يجتهد فينتج علم جديد حسب الظرف الذي يعيشه ، والانسان غايته السعادة والعيش بعدالة والعدالة لا تتحقق الا بقانون عادل والقانون العادل لا يمكن له ان يشرع الا من شخص له امتيازات خاصة فاي مشرع ياخذ امتيازاته عن اساتذته لايملك حق التشريع لان اساتذته اولى بالتشريع وهنا نسال من اين لهؤلاء الاساتذة علم التشريع ونبقى في الدور والتسلسل اضافة الى ان الكثير من التشريعات ثبت عدم صحتها ومظلومية من التزم بها ، المشرع الشرعي هو المعصوم حيث ياخذ علومه عن الله عز وجل عن طريق رسول الله (ص) ، ويكفينا دليل لم يثبت في كل كتب التاريخ ولكل المذاهب ان المعصوم اخطأ في تشريع او عجز عن اجابة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat