صفحة الكاتب : خديجة عبدالواحد ناصر

رقية .... وصدى البكاء في زمنٍ آخر 
خديجة عبدالواحد ناصر

 المقطع ١: اللقاء

الطفلة: من أنتِ؟ ولماذا ترتجفين؟
رقية (ع): أنا رقيّة... ابنة رجلٍ كان إذا ناديتُه "يا أبتاه"، سجدت الملائكة حولي.
الطفلة: وأنا فقدت أبي... كان يحضنني حتى أنام.
رقية (ع): وأنا فقدت أبي... وكان صوته يسكّن كل وجعي.
المقطع ٢: أسماء الآباء
الطفلة: أبي اسمه أحمد... ماذا عنكِ؟
رقية (ع): اسمه الحسين، لكنه كان يناديني: "نور عيني".
الطفلة: وأنا كنت مدلّلته...
رقية (ع): وأنا كنت مدلّلته... ثم خطفوه مني، وتركوني بين قساة القلوب.
المقطع ٣: لعبة الدمية
الطفلة: هذه دميتي، اسمها "أميرة". ألعب معها حين أشتاق لأبي.
رقية (ع): وأنا ما عادت يدي تعرف اللعب، مذ أعطوني رأس أبي في طَست…
الطفلة: رأس؟!
رقية (ع): نعم... كنت مدللته، فدلّلتني الشهادة.
المقطع ٤: الرسائل
الطفلة: كتبت لأبي رسالة: "عدْ قبل الغروب، فكل شيء حزين بدونك".
رقية (ع): وأنا كنت أُخبئ وجهي في تراب كربلاء، وأهمس للتُراب: "أين أبي؟"
الطفلة: هل أجابكِ؟
رقية (ع): جاءني… لكن رأسه فقط.
المقطع ٥: الحكايا
الطفلة: أبي كان يقصّ عليّ حكايا الأبطال…
رقية (ع): وأنا أبي كان هو البطل… الذي ذبحوه عطشانًا.
الطفلة: عطشان؟!
رقية (ع): بل قلبي أنا هو العطشان إليه، منذ أن تركني في ليل السبي.
المقطع ٦: الليل
الطفلة: في الليل أبكي، فتأتي أمي تهدأني.
رقية (ع): وأنا في الليل كنت أبكي، فكانت عمتي زينب تبكي معي.
الطفلة: أتبكي الكبار أيضًا؟
رقية (ع): إذا كان الحسين مغيّبًا، تبكي الكواكب… لا الكبار فقط.
المقطع ٧: الشبه
الطفلة: يقولون إني أشبه أبي…
رقية (ع): وأنا رأيت وجهي في عينيه، قبل أن يغمضوها إلى الأبد.
الطفلة: كم هو جميل أن نُشبههم!
رقية (ع): بل كم هو موجِع… أن نبقى والشبه وحده يعيش معنا!
المقطع ٨: الوداع
الطفلة: هل نلعب غدًا؟
رقية (ع): إن كنتِ تعنيني… فأنا راحلة إلى حيث أبي…
الطفلة: ستتركينني؟
رقية (ع): لا... لكنّ المدللة، حين يشتد الوجع، تذهب لتنام على صدر أبيها…


٨ مقاطع محاكاة وجدانية بين طفلتين، إحداهما رقيّة بنت الحسين (ع) "مدلّلة أبيها"، والأخرى طفلة من واقعنا المعاصر، تشاركان لوعتهما بفقد الأب… بأسلوب عاطفي مُرهف، حواري النَفَس، مغموس بالدمع والحنين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خديجة عبدالواحد ناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/02



كتابة تعليق لموضوع : رقية .... وصدى البكاء في زمنٍ آخر 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net