المقطع ١: اللقاء
الطفلة: من أنتِ؟ ولماذا ترتجفين؟
رقية (ع): أنا رقيّة... ابنة رجلٍ كان إذا ناديتُه "يا أبتاه"، سجدت الملائكة حولي.
الطفلة: وأنا فقدت أبي... كان يحضنني حتى أنام.
رقية (ع): وأنا فقدت أبي... وكان صوته يسكّن كل وجعي.
المقطع ٢: أسماء الآباء
الطفلة: أبي اسمه أحمد... ماذا عنكِ؟
رقية (ع): اسمه الحسين، لكنه كان يناديني: "نور عيني".
الطفلة: وأنا كنت مدلّلته...
رقية (ع): وأنا كنت مدلّلته... ثم خطفوه مني، وتركوني بين قساة القلوب.
المقطع ٣: لعبة الدمية
الطفلة: هذه دميتي، اسمها "أميرة". ألعب معها حين أشتاق لأبي.
رقية (ع): وأنا ما عادت يدي تعرف اللعب، مذ أعطوني رأس أبي في طَست…
الطفلة: رأس؟!
رقية (ع): نعم... كنت مدللته، فدلّلتني الشهادة.
المقطع ٤: الرسائل
الطفلة: كتبت لأبي رسالة: "عدْ قبل الغروب، فكل شيء حزين بدونك".
رقية (ع): وأنا كنت أُخبئ وجهي في تراب كربلاء، وأهمس للتُراب: "أين أبي؟"
الطفلة: هل أجابكِ؟
رقية (ع): جاءني… لكن رأسه فقط.
المقطع ٥: الحكايا
الطفلة: أبي كان يقصّ عليّ حكايا الأبطال…
رقية (ع): وأنا أبي كان هو البطل… الذي ذبحوه عطشانًا.
الطفلة: عطشان؟!
رقية (ع): بل قلبي أنا هو العطشان إليه، منذ أن تركني في ليل السبي.
المقطع ٦: الليل
الطفلة: في الليل أبكي، فتأتي أمي تهدأني.
رقية (ع): وأنا في الليل كنت أبكي، فكانت عمتي زينب تبكي معي.
الطفلة: أتبكي الكبار أيضًا؟
رقية (ع): إذا كان الحسين مغيّبًا، تبكي الكواكب… لا الكبار فقط.
المقطع ٧: الشبه
الطفلة: يقولون إني أشبه أبي…
رقية (ع): وأنا رأيت وجهي في عينيه، قبل أن يغمضوها إلى الأبد.
الطفلة: كم هو جميل أن نُشبههم!
رقية (ع): بل كم هو موجِع… أن نبقى والشبه وحده يعيش معنا!
المقطع ٨: الوداع
الطفلة: هل نلعب غدًا؟
رقية (ع): إن كنتِ تعنيني… فأنا راحلة إلى حيث أبي…
الطفلة: ستتركينني؟
رقية (ع): لا... لكنّ المدللة، حين يشتد الوجع، تذهب لتنام على صدر أبيها…
٨ مقاطع محاكاة وجدانية بين طفلتين، إحداهما رقيّة بنت الحسين (ع) "مدلّلة أبيها"، والأخرى طفلة من واقعنا المعاصر، تشاركان لوعتهما بفقد الأب… بأسلوب عاطفي مُرهف، حواري النَفَس، مغموس بالدمع والحنين
|