قراءة تربوية في سيرة الإمام الحسن المجتبى "عليه السلام" -١-
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

إنَّ قراءة سيرة الأئمة "عليهم السلام" لها أهداف متعددة يجب معرفتها، والعمل على التمسك بها، وليس اتخاذها للمعرفة التاريخية، بل الاقتداء بهم وفق منهج الثقلين في تحصين المؤمنين.
-١-
الإمام أبو محمد الحسن المجتبى عليه السلام ثاني أئمة المسلمين الذين فرض الله طاعتهم، ولد في المدينة ١٥ شهر رمضان ٣هج، واستشهد فيها مسمومًا عن طريق معاوية بن أبي سفيان في ٧ صفر ٥٠هج.
ومراحل حياته الشريفة ثلاث:
١- مع جده سيد النبيين وأمه سيدة نساء العالمين ٨ سنوات (٣-١١هج).
٢- مع أبيه سيد الوصيين ٣٧ سنة (٣-٤٠هج).
٣- إمامته للأمة ١٠ سنوات (٤٠-٥٠هج).
-٢-
الدروس الثلاثة التي يمكن قراءتها في مثل هذه البيئة والإفادة منها:
أولًا✍🏻: أثر البيئة والتربية.
البيئة والتربية لها أثر كبير في بناء الفرد والمجتمع، والنظام الإسلامي قد أكد ذلك من خلال أمرين مهمين:
١-✍🏻 الولادة من أبوين طاهرين ماديًّا ومعنويًّا.
وقد اعتنى الإسلام بذلك من خلال الأبوين حيث أثر اللقمة الحلال والمال الحلال في الذرية حيث (وُلْدُ المرءِ من رزقِهِ)، بل اعتنى قبل ذلك من حيث اختيار الزوجين الطيبين اللذين يعرفان الأدب والأخلاق وطهارة النفس:
أ- قال تعالى: ((وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)).
ب- قال تعالى: ((وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ .. وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ)).
ت- روي عن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم": ((إذا جاءكم مَنْ ترضون خلقه ودينه فزوِّجوه ..)).
٢-✍🏻 الولادة من أبوين مؤمنين صالحين.
حيث أثر الإيمان ورسالة المؤمن وأنَّ الصلاح هو البناء، والزوجان المؤمنان لهم رسالة في أبنائهم، وقد أكدت الشريعة ذلك:
أ- قال تعالى: ((مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً)).
ب- قال تعالى: ((وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً)).
ت- روي عن الإمام علي عليه السلام: ((حق الولدِ على الوالدِ أنْ يحسنَ اسمه، ويحسنَ أدبه، ويعلِّمَهُ القرآنَ)).
-٣-
وعلى المجتمع أنْ يؤدي رسالته من خلال الأمور الخمسة الآتية✍🏻📖:
١- أنْ يكون الزوجان الصالحان عالمين برسالتهما الزوجية والتربوية.
٢- العمل على إيجاد البيئة التي تقدِّر مقام الإيمان والأخلاق.
٣- أنْ تكون البيئة ملائمة للطفل.
٤- أداء المؤسسات دورها في تثقيف المجتمع عامة.
٥- أنْ تؤدي الحكومة دورها في مكافحة فساد المجتمع.
أخيرًا✍🏻 .. إنَّ البيئة والتربية لها أثر كبير، والبيئة التي كان الإمام الحسن المجتبى "عليه السلام" هي أعظم بيئة للتأسي بها.
خادم الثقلين
الجمعة ٦ صفر ١٤٤٧هج
١-٨-٢٠٢٥م
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat