صفحة الكاتب : اميرة كاظم شاكر

حديث نفس ....
اميرة كاظم شاكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لو جاء الحسين اليوم... هل كنا سننصره؟

 حديث مع النفس

سألت نفسي وأنا أرى أحوال البلاد العربية...
والعراق خاصة، حيث وُلدت الطف، ونامت دماء الشهداء في ترابه، وارتفع نداء "هل من ناصر؟" في سمائه...

ماذا لو جاء الحسين اليوم؟

لا من كربلاء، بل من باب الشرقي، من مدينة الثورة، من النجف، من البصرة...
ووقف ليقول:

> "أخرجُ كما خرجتُ بالأمس، لا لطلب دنيا، بل لرفع الظلم، لإصلاح الأمة، لردّ المظالم، لكسر الطغاة، ولأنصر المساكين."

هل كنا سنقف معه؟
هل كنا سنفتح له القلوب قبل البيوت؟
هل كنا سنقول له: "لبّيك يا بن رسول الله"؟
أم كنا سننظر في مصالحنا، نخاف على وظائفنا، ونردد:
"نحن نحبه، لكن هذا شأن سياسي!"
"لا علاقة له بالأمور الوطنية!"
"الدولة مستقرة، لا نريد فتنة!"

هل كنا سنخرج لنصرته؟
أم سنخرج ضده في تظاهرة ممولة، ونهتف فيها:

> "نريد إصلاحًا بلا دمار!"
"لا نريد الحسين، نريد الأمن!"
"كفى شعارات، نريد كهرباء!"

وسيخرج بعض المحللين ليقولوا:

> "إنه يحرك عواطف الناس، لكنه لا يملك رؤية اقتصادية واضحة!"
وسينشر البعض تغريدات تقول:
"الحسين فقيه وليس رجل دولة، فليبقَ في منبره."

وسيخشى رجال المال والدين والسياسة، من صرخته، فيحاولون تحييده، وتلميعه، ثم اغتياله معنويًا.

وسيُخذَل كما خُذِل.
وتُعاد كربلاء، لا بخيول العدو، بل بخذلان القريب.


---

ولهذا... لم يخرج الإمام المهدي (عليه السلام)

لأن الغياب أهون من الخذلان.
لأن الحسين صُلب على أرض الطف، لا لأنه وحيد… بل لأن من حوله كانوا خائفين، صامتين، أو مشغولين.

ولهذا... لم يخرج الإمام المهدي عليه السلام بعد.

لأنه لا يريد أن يُخذَل كما خُذِل جده.
لا يريد أن يسمع من الناس:

> "نحبك، لكن لا نتدخل."
"نعرف عدلك، لكن الوقت غير مناسب."
"أنت إمام، لكننا لا نريد مشاكل سياسية."

لأن الإمام المهدي ينتظر جيلًا إذا قال "لبّيك"، لبّى بالدم قبل اللسان.
جيلًا يعرف أن نُصرة الحسين لم تنتهِ في كربلاء، وأن الانتظار ليس صمتًا، بل تحضير.


---

يا نفس... لا تقولي "لو كنت معهم"...
اسألي: هل أنا حقًا مع الحسين الآن؟

فهو ما زال ينادي...
وجوابه اليوم، يقرّر ما إذا كنا سنرى غدًا الإمام المهدي، أم نبقى نبكي غربته كما بكينا كربلاء.

واخيرا وليس اخرا أن أتى الحسين من جهة مكة واراد الثورة والإصلاح .
هل سنقبل بثورته ام نقول له .

لا تتدخل فهذا شأن وطني .

ياليتنا كنا معك سيدي كلمه لها رجالها .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اميرة كاظم شاكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/31



كتابة تعليق لموضوع : حديث نفس ....
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net