صفحة الكاتب : وفاء سامي الزيادي

سوءُ تصرفِ الآباء ومشاكلُ الأبناء
وفاء سامي الزيادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  من شأن الحوادث التي قد تؤدي الى كسور في العظام أو جروح أو رضوض في أعضاء جسم الطفل، أن تولد في نفسه – إذا تكررت - شعورا مبهما بالإثم، مقرونا بالحاجة المبهمة ايضا الى معاقبة النفس والنيل منها.
ولا تخلو حياة الطفل المغامر من مثل هذه الحوادث؛ إلا أن حدوثها مرارا هو الذي يجب أن يسترعي انتباه الأبوين، ويبعث على توقعهما، وتحسبهما لميل في الطفل جديد يتجه به الى إيذاء نفسه.
وينبغي للأبوين، في مثل هذه الحالات، العمل على حصر مصدر الشعور بالإثم، بالتدقيق في طبيعة علاقات الطفل بوالديه وبإخوته واخوانه، فضلا عن صلاته بأقرانه.
 أما سير الأطفال في نومهم، سواء اقترن بحوادث مؤذية للطفل أم لم يقترن، فيُعزى في كثير من الأحيان لحالة من الغيبوبة حلّت بالطفل، نتيجة حُمّى مرضية ألمّت به, غير أن سير الأطفال الصغار وهم نيام لا يعدو كونه امراً عادياً اذا لم يتكرر حدوثه كثيرا، وخاصة في الحالات التي يصعب فيها إيقاظ الطفل الذي يبدو كأنه مندفع في أداء ما تفرضه عليه أحلامه المزعجة من تمثيل. 
 أما إذا استمر الطفلُ على السير في نومه الى ما بعد سنة العاشرة، عندئذ تصبحُ الحاجة ماسّة للاستعانة بعلماء النفس، ليتقصّوا البواعثَ والأهواء الخفية الى تحمل الفتى على السير في نومه، وليسعوا الى مساعدته على تبيّن تلك الأسباب وتخطيها، وكثيرا ما يكون التنويم المغناطيسي، والتحليل النفساني القائم عليه، علاجا نافعا في مثل هذه الحالات.
 وقد يكذبُ الأطفال، ويُعزى كذب الأطفال عادة الى خيال الطفولة الخصب، ويجهل الآباء هذه الحقيقة، فيحاولون كبح هذا الكذب بقسوة ودون هوادة.
 وقد يعمدُ الطفلُ الى الكذب المتقن المنمّق ليجنبه المشاكل أكثر مما يجنبه إياها الصدق. أما لجوء الأطفال الى الكذب باستمرار، وخاصة الكذب بلا سبب مبرر، وذلك قبيل السنة العاشرة وما بعدها، فبادرة تنذر باحتمال تحول الأطفال الى (أحداث جانحين) او تعرضهم لمرض من الأمراض العقلية.
 أما السرقة التي قد يعمدُ اليها الطفلُ بتأثير من أقرانه، فلابد أن يكون الاستعداد لها موجودا في الطفل أصلا، ليصبح التأثير السيء من الخارج، ذا أثر، والأولى بالآباء أن يعطوا لأطفالهم شيئاً من نفقات الجيب، وأن يعوّدوهم منذ الصغر على التعاملِ بالنقود، ولا يخفى ما لآراء الأبوين في الأمانة من أثر، وما لظروف العائلة الاقتصادية، ومؤثرات الجوار من أهمية في هذا الصدد.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وفاء سامي الزيادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/31



كتابة تعليق لموضوع : سوءُ تصرفِ الآباء ومشاكلُ الأبناء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net