صفحة الكاتب : وليد الطائي

الشيعة لا تكسرهم الحروب
وليد الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

على مرّ العصور، كانت الحروب والفتن والمحن تتوالى على أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وكلما اشتدت عليهم الأزمات، ازدادوا صلابة وثباتاً، لأنهم يحملون في أعماقهم تاريخاً من التحدي، وقلوباً لا تعرف الخوف، وعقيدةً لا تهزمها سيوف الجبابرة ولا فتن الطواغيت.

الشيعة لا تكسرهم الحروب، لأنهم أبناء كربلاء، وورثة الحسين الذي واجه جيشاً من الوحوش بقلّة من الأحرار، فسجّل لهم التاريخ نصراً خالداً لا يُقاس بعدد ولا عدة، بل بالكرامة والعقيدة. ومنذ ذلك اليوم، أصبح الصمود سمةً من سمات الشيعة، لا يتنازلون عن الحق، ولا يركعون للطغيان، ولا يبيعون دينهم بدنيا غيرهم.

من كربلاء إلى ثورة التوابين، إلى الانتفاضات المتكررة ضد بني العباس، إلى صبرهم في وجه الأمويين والسلاجقة والعثمانيين، ظلّ الشيعة عنواناً للثبات، وراية للمقاومة. وفي عصرنا الحديث، وقف الشيعة بوجه أعتى الديكتاتوريات، قدّموا الشهداء، وسُجنوا، ونُفوا، وعُذّبوا، لكنهم لم ينكسروا.

وفي العراق، وفي لبنان، وفي اليمن، وفي البحرين، وفي كل أرض هتف فيها الشيعي بـ"يا حسين"، نرى هذا الشعب المقاوم ينبت من رماد الحروب كالعنقاء، أقوى وأشد، لأنه يستمد عزيمته من الإمام علي، وصبره من زينب، وثورته من الحسين.

الشيعة لا يخافون الموت، لأنهم يعتقدون أن الكرامة أثمن من الحياة، وأن الشهادة بوابة للخلود. ولهذا تراهم في سوح القتال في الصفوف الأولى، وفي جبهات الفكر في مقدمة المدافعين، وفي ميادين الإعمار بناةً ومجاهدين.

في زمن انهارت فيه أمم، وتمزّقت شعوب، وانهارت كيانات، ظلّ الشيعة كتلة صلبة، رغم الحصار والتكفير والاستهداف الإعلامي والسياسي والديني. والسبب؟ لأنهم أصحاب قضية، لا حركة بلا هدف، ولا صمود بلا عقيدة، ولا دماء بلا معنى.

نعم... الشيعة لا تكسرهم الحروب، لأنهم باختصار: أبناء الحسين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/25



كتابة تعليق لموضوع : الشيعة لا تكسرهم الحروب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net