صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

لكل عصرٍ عاشوراء ولكل مصرٍ كربلاء / ٧
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الوصول للعالمية في وقتنا الحاضر له أساليب خاصة وشروط معينة وقوانين قد وضعتها بعض المنظمات الدولية - بحسب تخصصها - إضافةً الى إمكان الاستفادة من بعض التجارب الناجحة في كل مجال .. فلم تعد العالمية صفة ارتجالية يطلقها من يشاء على ما يشاء ، وإنما متى ما انطبقت على ذلك الشيء بعض المعايير استطاعت أن تحصل على هذه السمة ، ومن ثم تترتب عليها امتيازات واستحققات ..

فللتراث معايير عالمية وضعتها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة .. وهناك تصنيف عالمي خاص باللغات وبالجامعات والأعمال الأدبية ومجالات الصحة والرياضة والماركات التجارية .. الخ
وكذا وضعوا أياماً وأعياداً عالمية لبعض المناسبات وبعض الموضوعات ، فهناك يوم عالمي للأم ويوم عالمي للمهندس وعيد للحب ..

وتتسابق بعض الدول الى هكذا تصنيفات عالمية في أمور لا قيمة لها ، كأعلى بناية وأكبر كعكة وأكبر سندويج .. وهكذا من أجل أن يكون لها قدم في الساحة العالمية تعود عليها فيما بعد بفوائد اقتصادية أو سياسية .. الخ

ولكن بالمقابل توجد تصنيفات جيدة يُحسن أن نضع لنا فيها رقماً إسلامياً معيّناً خاصة بعض الشخصيات والشعائر والمناسبات المحصورة ضمن نطاق ضيّق لم يطلع عليها العالم وإن اطلع عليها فبصورتها المشوّهة ، كالقضية الحسينية موضوع البحث .. فما دامت هذه التصنيفات تكون محلّ اهتمام عالمي ونافذة تطل على جميع الشعوب .. فلماذا لا نسعى الى تسجيل الزيارة الأربعينية مثلاً بشكل رسمي ضمن قائمة أكبر تجمّع بشري ، وأكبر عمل طوعي فيها ..!! وهل استطعنا أن نقدّم الإمام الحسين عليه السلام ضمن قائمة أكثر الشخصيات تأثيراً عبر التاريخ ..

هل استطعنا أن نقدّم واقعة الطف كرواية عالمية تنافس رواية ( البؤساء ) و ( مائة عام من العزلة ) ..!!

أذكر دائماً جواب المستبصر الشهير محمد التيجاني السماوي عندما زار مدينة السماوة قبل أعوام حين سألته عن نظرة الآخر لنا كمذهب فأجابني : [ الشيعة لا تجيد تصدير الحسين للآخرين ] ، وجوابه بصراحة يلامس الحقيقة كثيراً لأننا لا نطلّ على الآخرين من النوافذ التي يوجهون أنظارهم إليها ..

وثمة كلمة مشهورة وكانت متداولة كثيراً وهي للسيد عبد الحسين شرف الدين قدس سره كما أظن يقول فيها : [ لا ينتشر الهدى إلا من حيث انتشر الضلال ] ، فلكل شيء معادله الموضوعي ، فعندما ننتقد كتب الضلال مثلاً علينا أن نقدم كتب هداية بوزن كتب الضلال ، وعندما ننتقد مسلسلاً تلفزيونياً معيّناً قد لاقى نجاحاً باهراً فالمفروض أن نقدم عملاً درامياً بنفس القيمة الفنية .. وهكذا ..

فمتى ما استطعنا تقديم القضية الحسينية كقضية عالمية في مجالات متعددة ( أدبية وتاريخية واجتماعية وكتراث عالمي وفي مجال حقوق الإنسان وكأعمال تلفزيونية ومسرحية عالمية .. الخ ) وكذا ( يوم عاشوراء كيوم عالمي للمظلوم مثلا ) نكون قد حققنا جانباً مهمّاً من شعار ( كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء ) أو ( لكل عصرٍ عاشوراء ولكل مصرٍ كربلاء ) ..
ختامها مسك


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/20



كتابة تعليق لموضوع : لكل عصرٍ عاشوراء ولكل مصرٍ كربلاء / ٧
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net