صفحة الكاتب : د . محمد خضير الانباري

ما هكذا يا بني رفقاً بوالديك
د . محمد خضير الانباري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  بدأ فتانا الكئيب متقلب الوجه متكبراً على كل من يواجهه حتى والداه الذين ربياه منذ صغره ، عندما يراهم، لم يسلم عليهما بصباح أو مساء للخير، لقد أدخل نفسه في عقد نفسية من الحقد الدفين، ما أنزل الله بها من سلطان، تائها في طريق الظلام ، لا يعرف أي طريق يسلكه في مساره يميناً أو شمالاً ! فكل تفكيره، متركزاً في خيالات وأمور الحقد والأنانية. يهاجم بلسانه السليط، وبكلامه البذيء، كل من يلاقيه من ذويه والآخرين من أصدقائه، بأسوأ الكلمات الخارجة عن الذوق والأدب، يعد نفسه الفاهم- أبو الفهيم- والأوحد في الدنيا، وما عداه فهم مخطئون حتى أهله وذويه.  
    لقد نسي أو تناسى أن الوالدين، هما من أوصلاه لما هو عليه من شهادة وتحصيل دراسي وعمل يسترزق منه، نتيجة الجهد والتعب والسهر الذي تحملاه منذ نعومة أظافره، والمال الذي انفقاه من أجله، بعد استقطاعه من لقمة عيشهم اليومية ، حتى تخرجه من دراسته، وتوظفه ليشق طريقه في حياته، وهذا لا يمكن أن يعوض بمال الدنيا كلها.
       لقد ذهبت صحة والديك، وتدهورت من أجلك وإخوانك بأمراض العصر المختلفة، فاتقي الله بأفعالك، وقلب صفحات قرآننا الكريم، بما يقول وينطق عن ربنا الله – سبحانه وتعالى – عن حقوق الوالدين، فكفا تمردا.
      لقد حظي الوالدان بمنزلة ومكانة عظيمة عند ربنا الكريم، إذ ؛ يأمركم بالإحسان إليهما وبرهما، وهذا ما ورد في العديد من الآيات الكريمة ، التي تؤكد الله على وجوب طاعة الوالدين، مما يدل على عظم حقهما وقدرهما. كما في قوله تعالى: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ). الإسراء: 23 .  وقوله تعالى: وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا). البقرة : 83. كفا أيها الفتى الشقي ما تفعله! فالتواضع من صفات الرجولة، وعقوق الوالدين من كبائر الإسلام وأعظمها وأشدها ذنوباً، فاجتنبها، فأعد الى رشدك، وابدأها بالاستغفار اليومي، والتواصل مع والديك وذويك، والناس جميعاً، وهذه من شيم الشباب المتواضعين، الذي يخافون الله ، فاعلم أن الله يراقبك في كل تصرف وإساءة في السر والعلن توجهها لوالديك .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . محمد خضير الانباري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/12



كتابة تعليق لموضوع : ما هكذا يا بني رفقاً بوالديك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net