مَاذَا بَعْد قِمَّة قَطرَ؟ السَّلَام المفْقود !
د . محمد خضير الانباري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . محمد خضير الانباري

قبلُ أيام عدةٍ كتبتْ مقالةً بعنوان- قمةُ قطرَ العربيةِ الإسلاميةِ – ما هوَ القرارُ المطلوب؟- وطالبتْ أن لا تكونُ قراراتُ القمةِ الطارئةِ مثلٍ سابقاتها (الشجبُ والاستنكارُ والإدانةُ والتضامنُ معَ الشقيقة، بلْ تتقدمُ إلى درجةٍ متقدمةٍ في وسائلِ الضغطِ الكيانِ الصهيونيِ، ليستجيبَ للموقفِ الدولَي ويوقفُ العدوانْ بحقِ الشعبِ الفلسطينيِ والمنطقةِ العربية) ، لكنَ ( تجري الرياحُ بمْ لاشتهي السفن) ، حصلَ المكررُ في القممِ السابقة، في الإدانةِ والشجب، والتضامنُ والخطاباتُ الرنانةُ للقادةِ العربِ والمسلمينَ (أفضلها خطابُ الرئيسِ السوريِ أبو الخمسينَ ثانية) معَ الشقيقةِ الأختِ الصغرى (قطر) وكلها، لأ يشتريها الكيانُ الصهيوني، وفقَ المثلِ العراقيِ الشائعِ بــــ ( زبانة) أو (فلسين) وهمْ أصغرُ عملةٍ عراقيةٍ كانتْ تستعملُ لغايةِ السبعينيات.
في العامِ 2002 خلالَ القمةِ العربيةِ التي انعقدتْ في بيروت، أطلقَ الملكُ السعوديُ الراحلُ (عبدُ اللهْ بنْ عبدِ العزيز) مبادرةَ السلامِ العربيةِ بينَ الكيانِ الصهيونيِ والفلسطينيين، المسماةَ (الأرضُ مقابلَ السلامِ ) ، تضمنتْ إقامةَ الدولةِ الفلسطينية، وحدودها القدسُ الشرقية، وفقَ الحدودِ العامِ 1967، مقابلَ الاعترافِ بدويلةِ الكيانِ الصهيوني، تنفيذا لقراريْ مجلسِ الأمنِ (242 و 338 ) ، نالتْ هذهِ المبادرةِ تأييدا عربيا ودوليا .
رفضها الكيانَ الصهيونيَ جملةً وتفصيلا، بل، توسعُ بعدها واحتل، جزءٌ كبيرٌ منْ الضفةِ الغربية. السؤالُ الذي يطرحُ نفسه، هلْ يمكنُ أنْ يتحققَ السلامُ في ظلِ التمردِ والغطرسةِ منْ قبلُ الكيانِ الصهيونيِ على القراراتِ الدولية؟ تتمثل إجابة الكيانِ الصهيوني، برفض جميع القراراتُ الدولية التي تتعلق بحل الدولتين، من خلال استغلَ قوتهُ الماليةَ والإعلاميةَ ، ودعمَ بعض الدولٍ الكبرى، للتمردِ على المجتمعِ الدولي. أن الحلولِ الفعالة والمؤثرة، لا تكونُ بالحروبِ المباشرة، بلْ بخياراتٍ سياسية، قضائية، واقتصاديةٌ مدروسةٌ ومنسقة.
إنَ هذهِ الخيارات، لو فعلت من قبل الدول العربية بمساندة من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية ، تتطلبَ استخدام دبلوماسيةٍ مركزة، وتنسيق عربيٍ إسلاميٍ دولي موحد، بتوحيدِ المواقفِ المشتركِة ، ومنعُ التطبيعِ أوْ على الأقل، تعليقِ الاتفاقياتِ الثنائيةِ معَ الكيانِ الصهيونيِ ، وجمعُ وتوثيقُ أدلةٍ معَ منظماتٍ حقوقيةٍ دوليةٍ لرفعِ قضايا أمامَ محاكمَ دوليةٍ (الجنائيةَ الدولية) لمقاضاةِ هذا الكيانِ المتغطرس. ودعمُ قضايا الضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن، للحصولِ على أحكامِ تعرضِ المسؤولينَ الصهاينةٍ للمساءلةِ الدولية، معَ فرضِ عقوباتٍ اقتصاديةٍ دبلوماسيةٍ على مسؤولينَ أوْ شركاتٍ تتعاملُ معَ الكيانِ الصهيوني، حثَ دول وشركاتٍ للاستثمارِ، والانسحابِ منْ مشاريعِ استراتيجيةِ أوْ قطعِ صفقاتِ أسلحةِ تقنيةٍ تتعاملُ معَ الكيانِ الصهيوني. بناءُ تحالفاتٍ معَ دولٍ في آسيا، أفريقيا، وأوروبا الداعمةُ للقضيةِ الفلسطينية، العملُ داخلَ المنظماتِ الدوليةِ والإقليمية، مثلٌ (الأممُ المتحدة، الاتحادُ الأفريقي، الجامعةُ العربية، منظماتُ حقوقِ الإنسان) للحصولِ على قراراتٍ وتوصياتٍ ذاتِ تأثيرٍ قويٍ على الكيانِ الصهيوني.
يَقُول الشَّاعر أَبُو القاسم الشَّابِّيْ:
إِنَّ السَّلَام الحقيقيَّ أُكذُوبَة وَفَلسفَة اَللهِيب الخابي
لَا عَدْل إِلَّا أنَّ تَعَادلَت اَلقُوى وتصادم الإرْهاب بِالْإرْهاب
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat