الرادود الحسيني والقرآن الكريم (ثم رددنا لكم الكرة عليهم) (ح 1)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن رددنا "ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا" ﴿الإسراء 6﴾ "ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ" رَدَدْنَا: رَدَدْ فعل، نَا ضمير، رَدَدْنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ: أعدنا لكم القوة والغلبة عليهم. أي: رددنا لكم يا بني إسرائيل الدولة وأظهرناكم عليهم وعاد ملككم على ما كان عليه "وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ" أي: وأكثرنا لكم أموالكم وأولادكم ورددنا لكم العدة والقوة "وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا" أي: أكثر عددا وأنصارا من أعدائكم.
جاء في المعاجم: رَدَّدَ: (فعل) ردَّدَ يُردِّد، ترديدًا، فهو مُردِّد، والمفعول مُردَّد، ردَّد القولَ ونحوَه :كرَّره وأعاده، رُدُد: (اسم) رُدُد : جمع رِدية، رُدُد: (اسم) رُدُد : جمع رَّدِيدُ، تَرَدَّدَ: (فعل) تردَّدَ / تردَّدَ إلى / تردَّدَ على / تردَّدَ في يتردَّد، تردُّدًا، فهو مُتردِّد، والمفعول مُتردَّدٌ إليه، تَرَدَّدَ إِلَيْهِ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ : جَاءهُ الْمَرَّةَ تِلْوَ الأُخْرَى، يَتَرَدَّدُ فِي أُمُورِهِ وَلاَ يَثْبُتُ عَلَى رَأْيٍ : يَتَرَجَّحُ، يَتَرَاجَعُ، تَرَدَّدَ الكَلاَمُ : تَكَرَّرَ، تَرَدَّدَ فِي جَوَابِهِ : تَلَعْثَمَ، تَعَثَّرَ لِسَانُهُ، هَذَا الخَبَرُ يَتَرَدَّدُ عَلَى الأَلْسِنَةِ: تَتَدَاوَلُهُ، يَتَرَدَّدُ إِلَى الْمَقْهَى : اِعْتاَدَ أَنْ يَخْتَلِفَ إِلَيْهِ، تَرَدَّدَ : تراجع، تردَّدَ الصَّوتُ مُطاوع ردَّدَ: ترجّع، تكرّر، تردَّد فيه: اشتبه فلم يُثْبِتْه.
قال الله تعالى عن كلمة رد ومشتقاتها "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ" ﴿آل عمران 100﴾، "وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ" ﴿آل عمران 145﴾، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ" ﴿آل عمران 149﴾، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا" ﴿النساء 47﴾، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا" ﴿النساء 59﴾.
جاء في مجلة رواديد وشعراء عن قصائد مكتوبة الشاعر انيس الخفاجي اربعين الحسين عليه السلام: شافت ادموع اليتامه امن العطش تهمل تسيل وسمعت اصوات الارامل بالخيم تبچي ابعويل ظلت ابحيرة العقيلة نادت احضر يالكفيل ناده عد عينچ يعمة بونه جاوبهة العليل هذا حال الحرة زينب والمدامع هامله سلام الله على زينب غريبة ابكربله والطفل عبد الله يصرخ ضامي ولشربه يريد وحرملة شافت يصوب نحره والحسرة تزيد والشمر يذبح اخوهة شافتة ايحز الوريد وين ابو فاضل خويّة وسفة ما يدري العضيد بكربله شافت اهلهة عالترب مجتله سلام الله على زينب غريبة ابكربله.
جاء في كتابات في الميزان عن لقاءات العمر (اللقاء مع الرادود الحسيني جاسم النويني رحمه الله) للكاتب علي حين الخباز: صدى الروضتين: ومفهوم المنافسة؟ الحاج جاسم النويني: أنا شخصيا لا أمتلك هذه النزعة ومفهومي الأول في الحياة أني خادم منبر أقرأ قصائدي باندفاع ذاتي دون امتداد لاحد أو بتأثير من أحد فقد كنا نقرأ لوفاة الإمام السجاد عليه السلام في نفس الوقت أنا أقرأ وفاضل النجفي يقرأ في موكب آخر والمرحوم حمزة الزغير يقرأ في موكب قريب، وهكذا كنا كل واحد منا له عوالمه ورؤاه وطريقته، وأنا جئت بطابع جديد في حينه وهو الطابع الاجتماعي في قصائد المرحوم هادي القصاب ( دنياك عندك فاكرة وتدري بخبرها) والفترة التي عشناها فترة عملاقة ولكن لو حولنا السؤال إلى مفهوم التحدي (فأقول ان التحدي كان كبيرا مع الوضع السياسي المتردي وقانون الطغاة وكان الخوف قيمة لا أحد يستطيع أن ينكرها على الناس) فهناك قمع وهناك سجون وأذى وتعذيب واعدامات، ورغم كل هذا كانت المتابعة موجودة، أما اليوم ومع وجود الامان فقد فقدنا المتابعة الجادة من الناس ربما اخذتهم انشغالاتهم أو ربما اهتمامات خدمية ولائية أخرى، وقد توسعت الان مشاريع الخدمة، ولابأس مادام سؤالكم عن المنافسة فهناك منافسة حقيقية بين القديم والجديد والقديم امتلك حصانته الفنية والولائية وما زال إلى الآن هو المرغوب رغم أنني الان وحيد، لم يبق عندي زملاء لنشكل خط المنافسة ( المتتابع ) فالحاج حمزة رحمه الله والمرحوم وطن والمرحوم ياسين الرميثي والحاج عبد الرضا النجفي جليس في بيته (مكفوف) لكن هذا الجيل يبقى نشيطا بما امتلك من تاريخ وتبقى (أرد احورب واشد غارات العتب – لاجن لهاشم وعبد المطلب) وأما الشباب الذي يعشق الان ميولات معينة فمستقبله لنا أيضا. صدى الروضتين: وكربلاء؟ الحاج جاسم النويني: كربلاء (كانت) تشكل مركز الثقل هي والنجف لانها كانت الممول لباقي المحافظات وكان الرواديد يهيئون انفسهم للسفر من أجل القراءة في كل محافظات القطر، منهم كاظم القابجي، وعدنان من النجف، وأما كربلاء (فكربلاء التاريخ كربلاء) حسين فروخي وعبود أبو حبال وحمزة السماك وكاظم المنظور، (أما الآن فان اتمثلها بشاعرها المبدع الحاج عودة ضاحي التميمي: منتهى الآمال تبقى يا حسين إذ عرفناك ملاذ الخائفين أنت للامة مفزع ياشفيعا يا مشفع ياحسين ياحسين والمسألة الاهم التي أحب أن اضيفها هي أن جمهورنا أمتنع عن المنبر لمدة (35) سنة وكان المتنفس الوحيد لديه هو الصوت المستورد والمونتاج الحديث إذا تبقى المسألة بين أصالة القديم وجمالية الكاسيت المحدودة، وأرى أن جمهورنا جمهور يقظ يبحث عن غذائه الفكري، وأنا كنت أطعم المصائبية باللحن الذي يجلب القشعريرة الآن الألحان خفيفة وغالبا تميل إلى التطرف ليخرج من رقته ودمعته، وأنت الآن لو استمعت إلى الخطيب الحسيني السيد جاسم الطويرجاوي منبري ستجد أنك لم تسمع شيئا جديدا لكنك رغم هذا ستهديه دموعا غزيرة لا تستطيع السيطرة عليها لان هناك قوة جذب شعورية نحو الموضوع وهنا حضور حسيني بهي وعلاقة أحاسيس وقضية شعورية وأخيرا اهدي تحياتي للجميع.
عن مجلة النبأ الموكب الحسيني تاريخه وأهدافه للكاتب أحمد رضي: الموكب الحسيني هو عبارة عن التحرك الجماهيري للأمة بقيادة الإمام المعصوم أو نائبه في عصر الغيبة الكبرى من أجل تحقيق أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام. وللموكب الحسيني ثلاثة محاور رئيسية هي المأتم (المنبر)، والزيارة، والمواكب العزائية. وعادة ما تتنوع الشعائر الحسينية، حسب طبيعة المجتمع الشيعي وظروفه السياسية. ويمكن اعتبار الدافع الأول لحركة الموكب الحسيني، هو عاطفة الحب والولاء لأهل البيت عليهم السلام. ويمثل الجمهور الحاضر في الموكب القاعدة الشعبية التي تتجاوب مع المفاهيم الإسلامية الحركيّة التي تتناول أهداف النهضة الحسينية، كخط إسلامي وكتجربة إنسانية فريدة، بالإضافة إلى تناول القضايا المحلية والعالمية، وصياغة الوعي الاجتماعي وفق منظومة القيم والأخلاق الإسلامية. وقد يقفز أحياناً لطرح قضايا اجتماعية، واتخاذ مواقف سياسية لشحن وتعبئة الجمهور. والمادة التي يتناولها الرادود أو الخطيب الحسيني تنطلق حسب حرية الرأي وممارسة الشعائر الدينية التي يكفلها القانون. والرادود يعتبر محور حركة الموكب الحسيني، والقطب الرئيسي في تشكيل عواطف الجمهور، وشحنها بالحماس الممزوج بعاطفة الحزن والبكاء على مقتل الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته الأطهار. وعادةٍ ما يتفاوت الرواديد حسب أعمارهم وخبراتهم، ومن الضروري أن يكون الرادود الحسيني قدوة أخلاقية في المجتمع، وعنصراً اجتماعياً نشطاً في المجال الثقافي أو السياسي. وقد لعبت المواكب الحسينية، عبر مختلف عصور التاريخ، أدواراً بارزة في تشكيل العقل الجمعي، وتعبئة الجماهير بالحماس. وتترافق مع هذه الشعائر بعض الأعمال الإيجابية، كحملات التبرع بالدم أو فتح مراسم فنية أو عرض فنون تمثيلية ومسرحية، بالإضافة إلى النشاط الإعلامي (بالصوت والصورة) المرافق للمواكب الحسينية. وأصبحت هذه الشعائر ممارسة تتوارثها الأجيال، ورسالة إعلامية لجماهير متعطشة للحرية والعدل والتضحية من أجل الأهداف النبيلة التي وظفها الإمام الحسين عليه السلام في نهضته الخالدة. وتذكر بعض الروايات أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو أول من زرع بذرة إحياء الشعائر الحسينية، من حزن وبكاء على ما يجري لأبنه الحسين بن علي عليهما السلام، فقد استقبله بعد ولادته مباشرة بدموعه المباركة، وكان يبكي عليه صباحاً ومساءً لمدة طويلة، ويشاركه في ذلك أهل بيته الأطهار عليهم السلام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat