ايران الاسلام واسرائيل اليهود هل تنتهي الحرب؟
سعد محمد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سعد محمد الكعبي

الصراع والخلاف بين إيران و إسرائيل هو صراع معقد ومتعدد الأوجه، وله تاريخ طويل يسبق التصعيد الأخير. حاليًا، الحرب مستمرة ومشتعلة، وليست هناك مؤشرات واضحة على نهايتها الوشيكة في هذه اللحظة. شهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدًا كبيرًا مع تبادل الضربات الصاروخية والجوية المباشرة بين البلدين.
فمن الصعب التكهن بموعد انتهاء هذه الحرب. طبيعة هذا الصراع ليست حربًا تقليدية بين جيشين على الأرض، بل هي مزيج من
الضربات المباشرة: كما نشهد حاليًا، حيث تتبادل الدولتان الهجمات الصاروخية والجوية على أهداف عسكرية ونووية.
حروب الوكالة كما تدعي اسرائيل , حيث تدعم كل طرف جماعات مسلحة في المنطقة (مثل حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والحوثيين في اليمن، وفصائل عراقية مدعومة من إيران) لتقويض نفوذ الطرف الآخر.
الحرب السيبرانية والاستخباراتية, هجمات تستهدف البنية التحتية الحيوية وتبادل المعلومات الاستخباراتية
المنافسة الإقليمية, سعي كل طرف لفرض نفوذه في الشرق الأوسط
هذه العوامل تجعل الصراع مستمرًا ومتطورًا، وقد يتصاعد أو يهدأ في أوقات مختلفة دون أن يتوقف تمامًا. تدخل القوى الدولية، مثل الولايات المتحدة، قد يلعب دورًا حاسمًا في مسار الصراع، سواء بالتهدئة أو بمزيد من التصعيد.
من أجل من اندلعت هذه الحرب؟الصراع بين إسرائيل وإيران ليس حول طرف واحد فقط، بل هو نتاج عقود من العداء المتزايد والمصالح المتعارضة.
يمكن تلخيص الدوافع الرئيسية كالتالي الأيديولوجيا والوجود
إيران, منذ الثورة الإسلامية عام 1979، تبنت إيران أيديولوجيا معادية لإسرائيل، وتعتبر الدولة الصهيونية كيانًا غير شرعي وتدعو إلى زوالها. تدعم إيران حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية ضد إسرائيل كجزء من هذه الأيديولوجيا، وترى في تحرير القدس من أهم أهدافها.
إسرائيل, تعتبر إسرائيل إيران، وخاصة برنامجها النووي، تهديدًا وجوديًا لأمنها. ترى إسرائيل أن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية لتهديد وجودها، وتعمل على منع ذلك بأي ثمن.
البرنامج النووي الإيراني, يعد هذا أحد أهم نقاط التوتر. إسرائيل ترى أن برنامج إيران النووي يشكل خطرًا داهمًا على أمنها القومي، وقد اتخذت إجراءات متعددة، بما في ذلك هجمات وعمليات اغتيال مزعومة، لتعطيل هذا البرنامج. إيران تؤكد أن برنامجها سلمي، لكن إسرائيل والقوى الغربية تشكك في ذلك.
النفوذ الإقليمي ,حروب الوكالة, فإيران, تسعى إلى توسيع نفوذها في المنطقة من خلال دعم حلفاء ووكلائها مثل حزب الله في لبنان، ونظام الأسد في سوريا، والجماعات الشيعية في العراق، والحوثيين في اليمن، وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين. تشكل هذه محور المقاومة الذي يهدف إلى مواجهة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة.
إسرائيل, تسعى إلى كبح جماح النفوذ الإيراني وتقويض محور المقاومة هذا، وتعتبر وجود القوات المدعومة من إيران بالقرب من حدودها تهديدًا مباشرًا لأمنها.
تطور الأحداث, التصعيد الأخير جاء بعد فترة طويلة من الحرب بالوكالة والضربات المحدودة. يبدو أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت القيادات العسكرية الإيرانية والمنشآت النووية دفعت إيران إلى الرد بشكل مباشر، مما أدى إلى تصعيد غير مسبوق في الصراع المباشر.
باختصار، هذه الحرب هي نتيجة لتراكم طويل الأمد للعداء، والمصالح المتضاربة، والمخاوف الأمنية الوجودية لكلا الجانبين، بالإضافة إلى الصراعات الإقليمية الأوسع التي يتصارعان فيها على النفوذ.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat