صفحة الكاتب : زيد الحسن

 الخارجية تفيق من غيبوبة سيادية وتكتشف أن داعش عبر الحدود!
زيد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



في مشهد أقرب إلى مسرحية عبثية كتبها كاتب غائب عن الوعي وقرأها جمهور بلا ذاكرة، خرج علينا وزير ليعلن، بكل فخر، أن تنظيم داعش أخذ معظم المختطفات الإيزيديات إلى سوريا... نعم، سوريا! تلك الدولة المجاورة التي يمكن الوصول إليها بسيارة "سايبا" مع راديو يصدح بأغنية وطنية و"قوري جاي".

الوزير الذي يمثل قمة الدبلوماسية العراقية، احتاج إلى أحد عشر عامًا ليستنتج ما كانت تعرفه جدّة في سن التسعين تشاهد الأخبار من تلفزيون مكسور الصوت.
أحد عشر عامًا من المؤتمرات، والخطب، والزيارات الخارجية، وتبادل القبل السياسية، ليخرج علينا بتصريح لو قيل في عام 2014 لربما أنقذ حياة، أو أعاد أمًا، أو مسح دمعة.

أين كانت الدبلوماسية؟
مشغولة. كانت تحجز مقاعد في "كابينات التوازن السياسي".
أين كانت الغيرة؟
محجوزة في اجتماع طارئ لتقاسم المناصب.
أين كانت السيادة؟
ربما في إجازة مرضية، أو متعبة من كثرة الانتهاكات.
والرجولة؟
تم تحويلها إلى لجنة تحقيق، ولم تصدر النتائج بعد.

أحد عشر عامًا ونحن ننتظر أن يخرج مسؤول ويقول: "لقد فشلنا، لقد خذلنا نساءً وأطفالًا، لقد أهملنا ملفًا بحجم وطن". لكنهم لا يعتذرون. لأن الاعتذار يتطلب شجاعة، وهذه عملة نادرة في سوق السياسة.

واليوم، بعد أن أصبح الملف الإيزيدي بطاقة انتخابية باهتة، وأداة للتصريحات الموسمية، تعلن وزارة المفاجآت اكتشافًا جديدًا: "داعش لم يحتفظ بالمختطفات في الموصل كتحف أثرية، بل أخذهن إلى سوريا!"
يا للصدمة!
يا له من كشف خارجي رهيب!
ولعل التصريح القادم سيكون: "تأكدنا أن الأرض كروية، والشمس تشرق من الشرق!"

إنها مهزلة، لكنها ليست مضحكة.
إنها سياسة، لكنها بلا سياسة.
وهي دولة، لكنها بلا ذاكرة.

لكن لا بأس، نحن في زمن تُقاس فيه الكارثة بمدة الصمت عنها، ويُكافأ فيه التقصير بالتدوير في المناصب. اليوم، يُقال لنا "أين ذهبوا"، وغدًا ربما يُقال لنا "لماذا لم نبحث عنهم". وبعد غد سنُمنح لجنة، ثم شعار، ثم يوم عالمي للمختطفات، ثم ننسى.
كل شيء في هذه البلاد مؤجل: العدالة، والمحاسبة، وحتى الحزن.
وكل شيء قابل للتدوير... عدا كرامة من سُبيت، وعُذّبت، وصرخت باسم وطن لم يكن في البيت ساعة الاقتحام.

فيا وزارة المفاجآت، شكرًا على التنويه.
وبالمناسبة، هل يمكنكم إعلامنا إن كنتم قد سمعتم عن شيء اسمه "محاسبة"؟
ربما ننتظر 11 عامًا أخرى، لتكتشفوا أنه كان يجب أن تُفتح القضايا لا أن تُغلق بالتقادم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/28



كتابة تعليق لموضوع :  الخارجية تفيق من غيبوبة سيادية وتكتشف أن داعش عبر الحدود!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net