الكتاب :ـ( الزهراء عليها السلام من الوجه الآخر )
الكاتب :ـ الدكتور محمد حسين الصغير
من الأمور المعروفة عبر التأريخ إن الغضب الفاطمي على قيادي السقيفة من الأمور المسلم بها من قبل الأجيال .
هل توقف الغضب الفاطمي عند وجوه القادة أم شمل الجماهير الراضخة لهذا الاجحاف ، و المستسلمة تماماً لأمر الحاكم السياسي ؟
الدكتور محمد حسين الصغير :ـ للغضب الفاطمي بشكل خاص على مدبري انحراف السقيفة والتجاوز على حق أهل البيت عليه السلام ، وبشكل عام على كل الساكتين عن نصرة أهل البيت عليهم السلام . عندما ذهب قوم من المهاجرين والانصار موفدين إلى الزهراء عليها السلام معتذرين مبررين خنوعهم بعدم دراية الخبر إلا بعد فوات الأوان أعلنت الزهراء عليها السلام غضبها ( اليكم عني ـ فلا عذر بعد تعذيركم ــ ولا أمر بعد تقصيركم ) جواب مفحم ، أسقط ما بأيدي القوم فبماذا يعتذرون ؟ أظهرت لهم معايب أنفسهم و أختنقت أنفاسهم ، لا مسرح للحوار ، ولا سبيل للمجادلة بغير الحق ( أزيدكم علماً أن هؤلاء الرجال لم يكونوا أهلا لحوار مقدس يستمد الوعي الرسالي ، وأنهم سكتوا متخاذلين والا لسال من جراحهم النزيف الذي لا يربأ. مخلص مفيد كأن الرسالة لم تكن ، والهداية لم تتمكن من القلوب.
&&&
صدى الروضتين :ـ نطمح أن نحصل على قراءة معرفية لسمات خطبة الزهراء عليها السلام
الدكتور محد حسين الصغير :- غيّرت الزهراء عليها السلام مسار التوقع في الخطاب، بينت إن القضية ليست قضية مال أو أرض أو ميراث . أثارت انتباه العالم عبر الأجيال ، عنفت المهاجرين على ما بدر منهم باستبعاد الإمام علي عليه السلام ، عن خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ركن من أركان الرسالة المحمدية ، و عرفتهم بواعث هذا الاستبعاد و أوعزته إلى ما نقموه من شدة المراس. ذكرت خصائص أمير المؤمنين و مؤهلاته القيادية وحسن إدارة الدولة و أنحت اللائمة على قريش ، و لخصت في رؤية استباقية لما ينتظر الأمة من الفتن ، وأدرك قادة العصيان الحرج التاريخي الذي سببته الخطبة الفدكية ، و اعتزال الزهراء عليها السلام ،فكانت لهم محاولات بائسة لإرضائها .
&&&&
صدى الروضتين :ـ قضية اعتزال الزهراء عليها السلام ، ترجمها المؤرخون كل حسب اجتهاده و مغزاه . نبحث عن الأسباب والعزلة وبيت الأحزان؟
الدكتور محمد حسين الصغير :ـ حاول الكثير من المؤرخين والنقاد أن يدفعوا كل الأمور باتجاه الشأن العاطفي ، أي بمعنى إن الزهراء عليها السلام عاطفية الهوى ، البحث العلمي المتوازن يأبى هذا القول ، و يقرأ الأحداث قراءة فاحصة ، أولاً على الباحث المتزن رؤية القداسة الفاطمية وروح التّورع في ذات الله سبحانه و تعالى وهي ابر و أوفى من أن تدعي ما ليس بحق ، ولم تكن تخالف أباها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صاحبة فطنة . الظلامة كانت مشتركة بين فاطمة وعلي عليهما السلام ، وقد أثار اعتزال الزهراء سلام الله عليها و انقطاعها في آخر أيامها ، والإمام عليه السلام ينظر إلى الى رعاية الأمة فهو أولى أن يحافظ على وحدة الأمة . اعتزال الزهراء أربك السلطة وأتباعها وشعر الكثير منهم بالندم ، حزنها أيقظ الضمائر وأثار المشاعر وكانت المصائب تحز بنفسها وما قاسته وكانت تعلم إنها الأقرب لحاقاً بأبيها صلى الله عليه وآله وسلم ، و أوصت الزهراء عليها السلام ، إن ماتت ( إذا أنا مت ، فغسلني بيدك ، وحنطني وكفني ، وأدفني ليلاً ، ولا يشهدني أحد )، أما سبب الإستشهاد معروف تاريخياً الهجوم على بيت الزهراء عليها السلام ،اسقاط المحسن ، وكسر ضلع الزهراء . دفنها الإمام علي عليه السلام سراً ، ويؤكد الكثير من المؤرخين والعلماء إن قبرها الحقيقي بجوار قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وجاء في كتاب بحار الانوار للمجلسي وكتاب الإختصاص قال ابن النجار ، بيت فاطمة اليوم حوله مقصورة فيه محراب ، وهو خلف حجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، هناك تأكيد إن الزهراء عليها السلام دفنت في حجرتها عند أبيها ، وهناك رواية تقول إنه دفنها في البقيع وجدد أربعين قبراً ، و أرادوا نبش القبر فتصدى لهم أمير المؤمنين عليه السلام ، وقيل إنها استشهدت بعد رحيل أبيها بأربعين يوماً وقيل أيضاً بسبعين ويذهب بعضهم أنها استشهدت بعده بستة أشهر ، وهذا الاختلاف يجدد ذكراها طيلة أيام السنة ، سلام الله عليك مولاتي يا سيدة نساء العالمين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat