صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

العتبة العباسية المقدسة نقطة تحول في تاريخ العراق
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  ربما تسألني ما الذي أعاد الذاكرة إلى عقد ونصف من الزمان لتقف عند محور استقبال العتبة العباسية المقدسة لوفد جامعة بابل من الأساتذة والطلبة المتفوقين، أجيبك: 
ـ القضية ليست قضية استضافة وفد عابر، وإنما القضية في عمق المحاورة والتحاور الذي جرى في تلك الاستضافة جعلني أتأمل في معانيها، الطالب الذي أفتتح كلمة الوفد واسمه (حسن محمد هاشم) قال في مطلع كلمته: 
ـ إن من يعيش في أوساط الطلبة الجامعيين وبعد بضع تجارب سوف يكتشف حجم الخدعة الكبيرة تحت قبة الجامعة، هذا العنوان البراق الذي يوحي بالتحضر وسعة الثقافة، في الواقع أن طلبة الجامعات وفي نظرة شمولية يعيشون الخواء الفكري والروحي بأبعد الحدود، بعد أن يكتشف بعض الثقافات والتوجهات والقناعات المنتخبة، يصطدم من يقرأ الساحة بثقافة سائدة، هذه الثقافة السائدة هي ثقافة أللّاهدف، ثقافة العبث، إن سميت بالطبع ثقافة. 
قراءة لمثل هذه المقدمة تأخذنا إلى أبعاد معرفية عديدة منها ما نوه عنه الطالب نفسه، الدور الذي تلعبه المرجعية المباركة، من أجل تصحيح مسار المجتمع من خلال متابعتها، واحتياج المجتمع إلى خطاب المرجعية، الخطاب الواعي الذي طالما احتضن الأطراف كلها تحت عباءة التفاهم والحوار 
حضور المرجعية كموجه اجتماعي له دور الدعم والتصحيح، وعي الطالب قاده إلى إدراك أهمية القداسة في قيادة المجتمعات كونها ذات أثر معروف، له عمق وجداني قادر على التأثير، والإيمان بأن العتبة العباسية المقدسة، تسعى لنشر ثقافة أهل البيت عليهم السلام برؤى علمية وبنظام أخلاقي مؤثر، ينسجم مع العلم التربوي الحديث.  
 علينا أن نقف عند أعتاب السؤال، ما الذي أعاد الذاكرة إلى عقد ونصف لنتذكر هذا اللقاء المهم عندي كمتلقي، أقف عند جوهر العلاقة الإنسانية. 
 الإيمان بأن المراقد المقدسة اليوم تشغل نقطة تحول في تأريخ العراق عن طريق الأهمية العقائدية والسياسية، نتأمل في فاعلية كلمة المتولي الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي، التي بين فيها أهمية العراق على المستوى العالمي، ومثل هذه الأهمية لا تسمح لمن ينتمي لهذا الصرح أن يتشاءم، الإنسان حين يتشاءم لا يمكنه أن يعمل، النظرة السوداوية للأمور تجعل الإنسان عاجزا وتعطل طاقته، والعراق دائما ينتج الملاكات العلمية  والاجتماعية والدينية على مختلف الصور، المراقد المقدسة اليوم تشكل نقطة تحول في تأريخ العراق عن طريق الأهمية العقائدية، وجود العتبات المقدسة في العراق منحتها حصانة روحية وقابلية التمسك والتماسك بالقيم، والتكييف مع قيم العصر ومواكبة التطورات الفكرية والعلمية والسياسية، وجود مدرسة أهل البيت عليهم السلام منحتنا القدرة الفكرية على إيجاد الحلول الموفقة لكل المشاكل من زمن النبي صلى الله عليه وآله إلى زمن  الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف. 
قرابة 255 سنة استطاعت أن تضع لبنات أساسية لها المقدرة على أن تؤسس لها شيئا يختلف عن الآخرين. 
 وهناك جانب آخر مهما، هو الجانب العاطفي والتركيز على زيارة الائمة عليهم السلام، مثل هذا التحاور النافع بين العتبة العباسية المقدسة والشباب الجامعي يعكس وعي العتبة بدورها الإنساني والفكري في غرس القيم الإسلامية وتقويم الرؤى التي تشكل واقعا قد يفسر بتفسيرات مختلفة. 
 سماحة السيد الصافي قدم في هذا اللقاء الرؤية التي تتعلق بالعمر الشبابي للطالب الجامعي، وما تحمل من تغييرات فكرية ونفسية، على الشاب أن يستعمل عقله ويحمل الانتماء لمدرسة أهل البيت هوية ترشده إلى السبيل المتزن القويم. 
والمرجعية المباركة قريبة من كل الأحداث لتستقطب كل الكفاءات الموجودة، ولمثل هذه المحاورات واللقاءات تمثل عمق معنى وجود العتبة المقدسة وأنفاس أبي الفضل العباس عليه السلام.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/16



كتابة تعليق لموضوع : العتبة العباسية المقدسة نقطة تحول في تاريخ العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net