صفحة الكاتب : رزنة صالح

الخمار
رزنة صالح

 مررتُ أناملي على ملامحٍ لم يبرأ منها الجرح،

ذاك الجرح الغافي بين يدي النسيان.
خذلني صوتي مرات كثيرة،
لكن ذاكرتي لم تخذلني،
كانت تحفظ كل تلك الأحزان،
فأجهشتُ بالبكاء.

حتى الذاكرة لها عينان حين تبكي من تحب!
رأيت دماء الطفولة تتسلق عمود الفقر،
رأيت قلوب الأمهات تكتوي بالمرارة،
رأيت الوقت يذبح ببطء،
والأرواح تغسل جراحها بالدم،
منذ زمن وهي تُقدّم وتُذبح،
حتى صارت المقبرة ملامحًا من ملامحها.

أشعر أن بيني وبين هذه المدينة صلة دموية،
كلما غرقتُ بجسدي في البُعد،
اقتربتْ روحي منها أكثر.
يقولون إننا كيمنيين نعتاد  كثيرًا وسريعا
نعتاد الألم، نعتاد الفقر، نعتاد السلب و الغياب،
لكن هذا ليس جمالًا، بل آفة.
كيف يعتاد الإنسان أن يجلس مقابل ألمه؟
يشرب القهوة معه،
يضع عينه في عينه،
ولا يرتجف؟
لا أعلم…
لكنّي أشعر بأنها صفة وراثية،
أن تتماشى مع الواضح،
أن تعيش الألم كما هو…
بلا محاولة للهرب.

لم أحبّ هذا كثيرًا،
لكنّي أعلم أن للكلمات تابوتًا،
وللأيام تابوتًا،
وربما دفنوا أحلامهم في أحدهما.

حتى الورق اشتعل بالشيب،
وارتشفت الكلمات كاسا من الصمت،
ولاحت سيوف اللاشيء في الأرجاء،
واستحمّ وجهي بدموع الشجن!

كل شيء حولي يرتدي ثياب الخوف
، الأحلام، الطفولة، السلام
كل شيء يسير بلا رأس، بلا وطن.

وحدها الماذن حين نطفت اصبحت كلماتها ماء
غسل  رداء روحي،
وهمست:
يا الله… جسد العمر طويل،
وهذا الوطن متعب،
فهل لك أن تمسح عليه برحمتك،

ليتوقف كل هذا الألم؟
يا الله هل للآمال المخنوقة أن تزهر؟

وفي نهاية الحديث 
 وضعت خمار قهوتي على راس النهار لعلنا اعتدنا الظلام من يدري!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزنة صالح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/11



كتابة تعليق لموضوع : الخمار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net