صفحة الكاتب : د . حميد حسون بجية

ذكرى وفاة السيد عبد العظيم الحسني(رضوان الله عليه)  في 14 شوال 252 هجرية(على رواية)
د . حميد حسون بجية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


السيد عبد العظيم الحسني(رضوان الله عليه) ...ذو النسب الباهر
   هو السيد عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط سيد شباب أهل الجنة. وهو لاشك نسبٌ باهرٌ لا ترقى إليه الأنساب وشرفٌ طاهر وحسَبٌ أعز الله به العرب والمسلمين.
       ولد السيد الحسني عام 173 هجرية وتوفي عام 252 هجرية. وهو مدفون في مدينة الري في إيران. ويلقّب بالشاه عبد العظيم والسيد الكريم. أبوه عبد الله بن علي وأمّه هيفاء بنت إسماعيل بن إبراهيم. تزوج من بنت عمّه خديجة بنت القاسم بن حسن الأمير، فأنجبتْ له ولدَه اسمه محمدً وبنتا اسمها أم سلمة. 
        يعدُّ السيد الحسني من كبار المحدِّثين.  عاصر أربعة من الأئمة المعصومين (عليهم السلام) خلال القرنين الثاني والثالث الهجريين: الإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادي (عليهم السلام) وتوفي زمن الإمام الهادي(عليه السلام)، وقيل أنه عاصر الإمام العسكري(عليه السلام) أيضا. كما قيل أنه عاصر الامام الكاظم، والإمام الرضا، والإمام الجواد، والإمام الهادي (عليهم السلام).
 هجرته إلى الري:
عاصر السيد الحسني حكمَ المتوكل الذي اتّسم بالتنكيل بأهل البيت (عليهم السلام) والتشديد عليهم وعلى أتباعِهم.  وقد تعرَّض الرجل للتنكيل والرقابة الشديدة من رجال المتوكل. ولما انتقل الحكم إلى المعتز، شعر الحسني بأن الخطر ما زال يحيط به. فترك سامراء وتوجه إلى الري بأمر من الإمام الهادي (عليه السلام).
       وقيل أنه ترك سامراء متوجها إلى خراسان لزيارة قبر الإمام الرضا (عليه السلام)، ولكنَّه توقَّف في الري لزيارة السيد حمزة بن موسى بن جعفر (عليهم السلام)، ثم اختفى في الري. 
        وقيل أنه جاء إلى الري هاربا من السلطان، وسكن في دار رجلٍ من الشيعة في سكّة الموالي، فكان يعبد الله في تلك الدار ويصوم النهار ويقوم الليل. وكان يخرج مستترا فيزور قبرَ رجلٍ من ولد موسى بن جعفر (عليه السلام). فلم يزل كذلك حتى عرفَه أكثر الشيعة هناك. 
        رأى رجل من الشيعة في المنام رسول الله (صلى الله عليه واله)، وقال له: (إن رجلا من ولدي يُحمل من سكة الموالي ويُدفن عند شجرة التفاح)، وأشار إلى المكان الذي يُدفن فيه. فذهب الرجل ليشتري الشجرة ومكانها من صاحبها، فقال له الرجل: (لأي شيء تطلب الشجرة ومكانها)؟ فأخبره بالرؤيا. فذكر صاحب الشجرة أنه كان رأى مثل هذه الرؤيا، وأنه قد جعل موضع الشجرة وقفا على الشريف والشيعة يُدفَنون فيه.
       فمرض السيد عبد العظيم ومات (رحمة الله عليه)، بعيدا عن أهله ووطنه. فلما جُرِّدَ للتغسيل، وجدوا في جيبه رقعةً فيها ذكرُ نسبِه: (أنا أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي ابن أبي طالب -عليهم السلام).
     وبشأن موته هناك روايتان. تقول الأولى أنّ السيد الحسني مات حتف أنفه وأن موته كان طبيعيا. فيما تذهب الرواية الثانية إلى أنه قُتل شهيدا. 
أقوال الأئمة(عليهم السلام) فيه: 
خاطبه الإمام الهادي (عليه السلام) بقوله: (مرحبا بك يا أبا القاسم، أنت ولينا حقاً، دينك دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه ثبَّتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة).
      روي عن أبي حَماد الرازي أنه قال: (دخلتُ على علي بن محمد الهادي -عليه السلام- بسُرَّ مَنْ رأَى فسأَلتهُ عن أَشياءَ من الحلال والحرام فأَجابني فيها. فلمَّا وَدَّعْتُهُ قال لي: "يا حَمَّادُ إِذا أَشكلَ عليكَ شيءٌ من أَمر دينك بناحيتك، فسل عنهُ عبدَ العظيمِ بن عبد اللَّهِ الحسنيَّ وأَقرأْهُ منِّي السَّلام").
أقوال العلماء فيه:
 قال عنه العلامة الحلي(رضوان الله عليه): (كان عابدا ورعا، له حكاية تدل على حسن حاله).  وقال عنه الصاحب بن عباد(رضوان الله عليه): (إنّه ذو ورع ودين، عابد معروف بالأمانة، وصدق اللهجة، عالم بأمور الدين، قائل بالتوحيد والعدل، كثير الحديث والرواية).
     وقد روي عنه في مصادر الحديث أكثر من مائة رواية، وذلك يكشف عن كثرة رواياته. وقد أكد ذلك الصاحب بن عباد(رضوان الله عليه)بقوله: (كثير الحديث والرواية). فقد رَوى عن الامام الجواد وعن ابنه الامام الهادي(عليهما السلام)، وأرسلا إليه رسائل.
      كتبُه:
    وله كتب من بينها كتاب (خطب أمير المؤمنين-عليه السلام)، وكتاب (يوم وليلة) في أعمال اليوم والليلة المروية عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام) مع ما يُستحب للمكلف الإتيان بها من الأذكار الخاصة على مدار اليوم والليلة. وله كتاب مشهور بكتاب (روايات عبد العظيم الحسني).
        وقد نَقل عنه الكثير من الرواة، جمعها الشيخ الصدوق(رضوان الله عليه) في كتابٍ أسماه (جامع أخبار عبد العظيم الحسني). 
    وقد رَوى السيد الحسني (رضوان الله عليه) عن الإمام الرضا (عليه السلام) روايتين مباشرة وبلا واسطة. كما رَوى ستا وعشرين رواية عن الإمام الجواد (عليه السلام) وتسع روايات عن الإمام الهادي (عليه السلام). وقد بلغت الروايات التي رواها بالواسطة خمسا وستين رواية.
فضلُ زيارةِ قبرِه:
قال الشيخ الصدوق في فضل زيارته: (إنّ رجلا من أهل الري دخل على أبي الحسن علي بن محمد الهادي -عليه السلام- فقال له الامام: (أين كنتَ)؟
 قال: (زرتُ الحسين -عليه السلام). 
قال: (أما إنك لو زرتَ قبر عبد العظيم عندكم، لكنتَ كمن زار الحسين بن علي -عليهما السلام).

ما كُتب عن شخصيتِه:
هناك مجموعة مؤلفات كُتبت حول شخصية السيد عبد العظيم(عليه رضوان الله) قامت مؤسسة دار الحديث بطباعتها في موسوعة بتسعة وعشرين مجلدا تحت عنوان (مؤتمر السيد عبد العظيم -عليه السلام) الذي أقيم في مينة الري في شعبان 1434، منها:
-    (رسالة في فضل سيدنا عبد العظيم الحسني المدفون بالري)، تأليف الصاحب بن عباد.
-    (أخبار عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب –عليه السلام)، تأليف الشيخ الصدوق.
-    (جنات النعيم في أحوال سيدنا الشريف عبد العظيم) تأليف الملا إسماعيل الكزازي الأراكي.
-    (التذكرة العظيمية) تأليف الحاج الشيخ محمد إبراهيم الكلباسي.
-    (عبد العظيم الحسني حياته ومسنده) تأليف عزيز الله عطاردي القوچاني.
-    (الخصايص العظيمية في أحوال السيد أبى القاسم عبد العظيم بن عبد الله الحسني عليه السلام)، تأليف الشيخ جواد بن الشيخ مهدي اللاّريجاني.
-    (مجموعة مقالات فارسية وعربية) لمؤتمر السيد عبد العظيم الحسني (عليه السلام).
-    (عبد العظيم الحسني، العالم الفقيه والمحدّث المؤتَمن سيرته ومسنده) تأليف أحمد بن حسين العبيدان.


            د. حميد حسون بجية المسعودي


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حميد حسون بجية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/04/19



كتابة تعليق لموضوع : ذكرى وفاة السيد عبد العظيم الحسني(رضوان الله عليه)  في 14 شوال 252 هجرية(على رواية)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net