صفحة الكاتب : رزنة صالح

على صوت التلاوة تصحو النفوس
رزنة صالح

 اليوم، وبينما أُغمس رغيف ذكرياتي في كأسٍ من الزمن،
ارتدت مسامعي صوت التلاوة من الحرم المكي،
حيث كانت الساحات تغصُّ بأفواج البشر،
والمسجد يعجّ بالركّع السجود،
كأنه خلع ثوب الدنيا ليرتدي حلّة من نور،
 قطعة من الجنة هبطت على الأرض.
وبعد أن كسرنا صيامنا بتمراتٍ مكية،
انطلقت آيات المغرب تشقّ عنان السماء،
وكانت عن الحبيب، صلى الله عليه وآله و الازكياء من اصحابه وسلم.
ارتجف قلبي كعصفورٍ أراد أن يحلّق من بين أضلعي،
ورأيت بخيالي ذاك الطهر، ذاك النور،
وكأنّه يُطلّ علينا من رحم الغيب،
يرى جموع المؤمنين وقد صدح اسمه في أرجاء مكة،
مكة التي كُذّب فيها، وعُذِّب فيها أصحابه،
تلك التي ضمّت آلامه وثباته ودموع دعائه.
وددت لو أني أراه،
أراه والناس تردد اسمه بخشوع،
والكون من حولهم يسكن بين يدي الله،
تتأمل الأرواح عظمة القرآن،
وتنحني القلوب أمام بهاء هذا الدين.

تبللت أقدام قلبي في أمواجٍ من السعادة،
وانفصلت عن أرض اللحظة، كأنني لم أكن معهم،
بل كنت أُحلّق بين الآيات،
وقلت في نفسي:
ما أعظم اختيار هذه التلاوة!
وكأن الله كتب أن تُقرأ اليوم،
وأن أكون أنا من يسمعها بهذا التوقيت،
كأن الآية نزلت لتهزّ وجداني.
فها أنا أغادر اللحظة، وما زال صدى التلاوة يهمس في أعماقي،
وكأن كل شيء في الكون اصطفّ ليبوح لي بسرٍّ قديم:
أنّ القلوب التي تعلقت بالحبيب،
لن تُضيّعها الطرق، ولن يُغشيها الزمان.
وأنّ ذكره إذا لامس الأرواح،
أوقد فيها ضياء لا يخبو،
وبثّ فيها حياةً لا تموت.

فهنيئًا لمن صلى خلف التلاوة بصدق الانتماء،
وهنيئًا لمن بكى تحت سُحب الذكر،
وهنيئًا لقلبي، إذ شهد لحظةً
تحمل من الجمال ما لا يُروى،
ومن الإيمان ما لا يُنسى.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزنة صالح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/04/15



كتابة تعليق لموضوع : على صوت التلاوة تصحو النفوس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net