ذكرى تهديم قبور البقيع: آيات قرآنية (ولا تقم على قبره) (ح 3)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

للقبور مكانة وأهمية في القرآن الكريم والسنة، فقد وردت في آيات قرآنية "حتى زرتم المقابر" (التكاثر 2)، "يئس الكفار من أصحاب القبور" ﴿الممتحنة 13﴾، "وأن الله يبعث من في القبور" ﴿الحج 7﴾، "واذا القبور بعثرت" ﴿الإنفطار 4﴾، "اذا بعثر ما في القبور" ﴿العاديات 9﴾، "ما أنت بمسمع من في القبور" ﴿فاطر 22﴾ "ولا تقم على قبره" (التوبة 84)، "ثم أماته فأقبره" (عبس 21). والتهديم منبوذ "لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد" (الحج 40). هذه الأيام تمر الذكرى الأليمة لهدم قبور أئمة البقيع عليهم السلام.
عن تفسير الميسر: قوله جل جلاله "وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ" ﴿التوبة 84﴾ قبره: قَبْرِهِ: قَبْرِ اسم، هِ ضمير. ولا تصلِّ أيها الرسول أبدًا على أحد مات من المنافقين، ولا تقم على قبره لتدعو له، لأنهم كفروا بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم وماتوا وهم فاسقون. وهذا حكم عام في كل من عُلِمَ نفاقه. قوله جلت قدرته الْمَقَابِرَ: الْ اداة تعريف، مَقَابِرَ اسم. واستمر اشتغالكم بذلك إلى أن صرتم إلى المقابر، ودُفنتم فيها.
جاء في الموسوعة الحرة عن البقيع: الشخصيات البارزة الأخرى: عثمان بن مظعون، صحابي دفنه النبي محمد في البقيع فكان أولَ من دُفِن فيه. أسعد بن زرارة، صحابي قيل إنه أول من دُفِنَ في البقيع. عثمان بن عفان، صاحب النبي محمد وصهره والخليفة الراشد الثالث، دفن في مزرعته الملاصقة للبقيع، التي أصبحت فيما بعد جزءًا من البقيع. أروى بنت كريز صحابية بنت عمة النبي ووالدة عثمان بن عفان. عبد الرحمن بن عوف، صحابي من العشرة المبشرين بالجنة. سعيد بن زيد، صحابي من العشرة المبشرين بالجنة. سعد بن معاذ، صحابي. أبو سفيان بن حرب، صحابي. سعيد بن المسيب، تابعي من الفقهاء السبعة. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، تابعي من الفقهاء السبعة. عروة بن الزبير، تابعي من الفقهاء السبعة. القاسم بن محمد بن أبي بكر، تابعي من الفقهاء السبعة. أبو بكر بن عبد الرحمن، تابعي من الفقهاء السبعة. أبان بن عثمان بن عفان، تابعي من فقهاء المدينة. سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، تابعي من الفقهاء السبعة. خارجة بن زيد بن ثابت، تابعي من الفقهاء السبعة. سليمان بن يسار، تابعي من الفقهاء السبعة. أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، تابعي من فقهاء المدينة. مالك بن أنس، إمام المذهب المالكي وفقيه مسلم. شمس الدين السخاوي، محدث ومؤرخ مصري. محمد حياة السندي، عالم محدث. الإمام شامل، زعيم مسلم ومناضل من القوقاز. محمد محمود ولد الشيخ زيدان عالم دين موريتاني. محمد الغزالي عالم ومفكر إسلامي مصري، يعد أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث. محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر. محمد إدريس السنوسي، ملك ليبيا السابق. حسن الرضا السنوسي، ولي عهد ليبيا. السلطان عبد المجيد الثاني، الخليفة العثماني الأخير. محمد زكريا الكاندهلوي، عالم محدث فقيه. عامر السيد عثمان، شيخ عموم المقارئ المصرية. المختار بن حامدُنْ مؤرخ وشاعر موريتاني. عمر بن حمدان (1874- 3 اغسطس 1949) عالم مسلم تونسي ومدرس الحرمين. محمد باشا المحمد، كبير أمراء عكار. زين العابدين بن علي، رئيس تونس السابق. عبد الرحمن سوار الذهب، رئيس السودان السابق. أحمد بن زين الدين الأحسائي، فيسلوف ومتكلم مسلم وفقيه جعفري.
وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله جل جلاله "وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ" ﴿التوبة 84﴾ كان من عادة النبي صلى الله عليه وآله إذا مات أحد أصحابه ان يصلي عليه، ويقف على قبره يستغفر له ويقول لمن حضر: استغفروا لأخيكم، وسلوا التثبيت له، فإنه الآن يسأل. وبعد أن نزلت هذه الآية امتنع النبي صلى الله عليه وآله عن الصلاة على المنافقين، لأنها صريحة في النهي عن الصلاة عليهم، والوقوف على قبورهم للدعاء لهم، أما سبب هذا النهي فهو إصرارهم على الكفر باللَّه ورسوله، وموتهم على هذا الإصرار والعناد الذي عبّر عنه تعالى بقوله، "وماتُوا وهُمْ فاسِقُونَ". أما زيارة القبور فقد أجمع الفقهاء على جوازها ما عدا أئمة الوهابية.. وقد روى السنة في ثلاثة كتب من صحاحهم أحاديث تنطق صراحة بالجواز، قال مسلم في صحيحه القسم الثاني من الجزء الأول، باب استئذان النبي صلى الله عليه وآله ربه في زيارة قبر أمه: (زار النبي صلى الله عليه وآله قبر أمه، وقال: استأذنت ربي في زيارة قبر أمي، فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر بالموت). وقال ابن حجر العسقلاني في ج 3 من كتاب فتح الباري بشرح البخاري، باب زيارة القبور: (أخرج مسلم عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها). وزاد أبو داود والنسائي وهما من أصحاب الصحاح فإنها تذكرة الآخرة، وللحاكم من حديث عن النبي: وترق القلب، وتدمع العين، فلا تقولوا هجرا وتزهد في الدنيا). وتكلمنا عن ذلك في كتاب: هذه هي الوهابية. ثم عقدنا فصلا بعنوان زيارة القبور في كتاب، من هنا وهناك. أما حساب القبر فقد تكلمنا عنه في المجلد الأول من هذا التفسير ص 407 عند تفسير الآية 259 من سورة البقرة. وقد نعود ثانية إلى هذا الموضوع عند الاقتضاء.
جاء في موقع بيوت عن تاريخ مقبرة البقيع في العهد الإسلامي: تعد البقيع أقدم مقبرة للمسلمين في المدينة المنورة. فقد أنشئت عندما هاجر رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى المدينة، فقد احتاج المسلمين إلى مقبرة ليدفنوا فيها موتاهم، فاختار لهم النبي منطقة البقيع. وكان الصحابي أسعد بن زرارة أول من صحابي من الأنصار يدفن في البقيع. أما أول من دفن فيها من المهاجرين فقد كان الصحابي عثمان بن مظعون. وهو الرفيق الأول من أصحاب النبي الذين دفنوا في المقبرة. فقد شارك النبي بنفسه في الدفن، وكان يزور قبره في مناسبات عدة ليدعو له. البقيع على مر العصور: شهدت البقيع في العصر الأموي توسعًا في البناء، حيث بنى فيها الصحابي محمد بن الحنفية بيتًا له، ثم دفن فيها بعد وفاته. كما دفن فيها خلال هذا العصر الصحابي عثمان بن عفان رضوان الله عليه. أما في العصر العباسي فقد تم توسيع المقبرة مرة أخرى، وذلك بعدما دفن فيها العباس بن عبد المطلب عمّ رسول الله عليه السلام، حيث دفن في دار عقيل. كما دفن فيها خلال العصر العباسي لإمام الحسن المجتبى والإمام السجاد، والإمام الباقر، عليهم السلام. ثم قام هارون العباسي الذي حكم في سنة 170 هـ إلى 193 هـ، بتعمير وتوسيع قبور أئمة البقيع. وقد ذكرت بعض النصوص أنه تم إعادة بناء قبة أئمة البقيع في زمن السلاجقة. وفي العصر الإيلخاني وصف ابن بطوطة البقيع في كتابه “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”. البقيع قبل الهدم العثماني: في عام 1220 هـ، لجأ الوهابيون إلى محاصرة المدينة المنورة، ساعين إلى بسط سيطرتهم على مقدسات الإسلام. حيث قاموا بهدم القباب التي في المقبرة. ولم يَسْلَم من هذا التخريب سوى قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بفضلِ تدخلِ السلطان العثماني محمود الثاني، الذي أرسل جيشًا لمواجهة الوهابيين وإخراجهم من المدينة المنورة في عام 1227 هـ. وخلّد التاريخ هذا الحدث باسم “قطع دابر الخوارج”، إيذانًا بانتصار الحقّ على الباطل، ونصرةً للمقدسات الإسلامية. وقد وصف الرحالة السويسري جون لويس بوركهارت في كتابه “ترحال في الجزيرة العربية” رحلته إلى الحجاز ومكة والمدينة المنورة عام 1230 هـ، أي بعد ثلاث سنواتٍ فقط من حادثة هدم القباب. فقدّم بوركهارت وصفًا مُفجعًا للبقيع بعد التخريب الذي لحق به، حيث لم يبقَ من القبور سوى أكوامٍ من الطين، ولم تسلم من بطش الوهابيين سوى بقايا القباب والبنايات الصغيرة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat