صفحة الكاتب : صالح حميد الحسناوي

الإلحاد سمة الانحراف
صالح حميد الحسناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
يقول لي والحرقة واضحة عليه
-على المثقفين والكتاب المسلمين بث الوعي بين الناس للتعامل مع الشبهات والإشكالات التي يطرحها الملحدون، ولا بد من مواجهة تلك الإشكالات بمنهجية واعية، قلت له
- أولا أريد أن أعرف كيف تكون المنهجية وآلاف المصادر كتبت لترد على الفكر الإلحادي، آلاف الكتب ردت عليهم لكنهم يغضون البصائر عنها، أجابني
- دعهم، الموضوع ليس معهم، بل في أثر الشبهة على الشباب، لا أخفيك، الشبهة لها تأثير كبير في حرف المسار وخاصة أن الزمن المنفلت هو أقرب للهروب من أي التزام، المجهدون يصدرون الكتب والتصورات الفاسدة، ونحن حتى الذي يريد أن يرد من المسلمين يرد حسب منهجية حزبه الديني.
- قلت له من أعظم النعم على العبد توفيقه للإيمان، واستشعار هذا المعنى يبعث على الطمأنينة، قال
- إني أحدثك عن واقع فكري، إلى اليوم لا أهتم بالردود حسب منهجية الإمام علي عليه السلام، ولا منهجية أهل البيت المؤثرة في النفوس بما تحمل من قوة تأثير، وصرنا نقرأ آراء لأناس صنعت تواريخهم العروش، لا تقل لي ليس في الأمر رابط إذا يقرأ الشاب لرجل ابن عرش كرمته العروش ومنحته القداسة، يقول (ما فرحت بشيء من الإسلام أشد فرحا بأن قلبي لم يدخله شيء من هذه الأهواء)
وحين نبحث عنه نجده ابن هوى، قضى كل حياته خضوعا لأهواء السلطة والمال، رجل يخاطب الحسين عليه السلام ويقول له (اتق الله ولا تفرق شمل الأمة) يوصي الحسين بتقوى الله، وتقوى الله عنده أن يبايع يزيد خليفة، كيف تريد من هذا الشاب الذي يبحث عن الحقيقة يطمئن لمثل هذا الإيمان.
تشهد الكثير من الكتب بأن الجيل المتقدم الملقب بالسلف الصالح كانوا لا يناقشون أحدا في هذه الأمور ويعدونها من الحصافة، ويقول أحدهم أنا أبصرت ديني، ليدعوا الآخرين يبصرون معه السبيل، وكانوا يقيمون الشاب الذي يسأل عن الوجود بأنه من أهل الأهواء، بينما أئمة أهل البيت عليهم السلام كانوا لا يتركون محاورا إلا أجابوه وناقشوه وحاوروه واقنعوه
قلت المشكلة أعرفها جيدا الملحدون ينظرون إلى هذا الأحجام بالضعف المعرفي، والسلفيون ينظرون إليه صحة تصور، ومثل ما يتهم العارفون بالغرور المعرفي، قال صاحبي
- المشكلة تكمن في قضية مهمة يتجاهلها البعض، إن هناك حكم شرعي يحثهم على الإجابة على مثل تلك السائلة ومجاهدة الملحدين كي لا تكبر الأسئلة و الشبهات في رؤوس الناس، لأن أغلب تلك المسائل التي يبني عليها الملحدون مغالطاتهم هي مغالطات منطقية، أي تمرير أفكاره المغلوطة إلى نتائج باطلة وكأنها قضية علمية واحتجاج علمي للكشف عن طبيعة المغالطة الموجودة في تركيب بعض الشبهات كفيل بإزالة ما تحدثه من لبس وإشكال مثل قضية (الوحي) وما افتعلوه من قضايا كبيرة في حق الوحي خبرنا به الله سبحانه وتعالى، الذي جعل المحكمات غالبة وممكن استثمارها والتطبيق من المجال الكوني، بعض علماء المسلمين يؤكدون خطورة التسليم بالمقدمات الفاسدة، إنها تجر صاحبها إلى تقبل نتائج وقضايا فاسدة، نحن نحتاج إلى بث روحية القران بين الشباب.
القران جاء ليهدي ويثبت المؤمن على هذه الهداية، قراءة وتدبرا وترتيبا وتذكيرا واستمرارا، لا بد من تركيز النصر القرآني لمواجهة الأطروحات والآراء والأفكار، والتفاعل مع القران بحاجة إلى حث الشباب المسلم وتعبئته للإقبال على القران الكريم.
- قلت لا بد أن نفهم معنى تدبر القران على حقيقته، أي فهم حمولة العلم والعمل تجاوز حدود القراءة السطحية للنص القرآني بل قراءة معرفية، القضية عندي بالترويج الإعلامي الذي لا يصل إلى قوة الترويج الإعلامي للمحادين.
ضحك حينها صاحبي وقال في عام 1966 نشرت مجلة التايمز الأمريكية عددها الشهير والمثير للجدل، والذي كان عنوانه الرئيسي "هل مات الله" لتعود ذات المجلة بعد ثلاث سنوات لتضع على غلافها عنوان مضاد "هل الله عائد إلى الحياة" بعد ثلاثين سنة قامت مجلة عالمية بنفي الله سبحانه وتعالى، بعد ثمان سنوات كتبت على غلافها (بسم الله) معترفة بأن الدين سيلعب دورا حقيقيا فاعلًا في عالمنا المعاصر، قال نيتشه (مات الإله) مات نيتشه وبقى الله سبحانه وتعالى، وهناك من الملحدين الكبار والكثار ماتوا والله حي لا يموت.
كنت التقي بعض الشباب المثقف الذي يحاول جاهدا أن يحمل جذوة الإيمان، يرى أحدهم أن نزعة الإلحاد ليست جديدة فهي قديمة وقد أسس لمواجهته الأئمة عليهم السلام
وفي العراق هنا حركة الإلحاد مرتبطة بحالة الواقع السياسي والمعيشي، وحاربت الأنظمة الحاكمة الملحدين ليس من أجل الدين، بل من باب حماية الحزب الواحد الحاكم، وليس للقضايا التي لها ارتباط بالله والإيمان. > علي الخباز: أما سبب عودة الإلحاد، بأثر القنوات الفضائية والأنترنت وسوء السياسة المعاصرة للحكومات، الأنترنت خلق التقارب الفكري والثقافي مع الآخر، جعل أبواب المجتمع مفتوحة على مصراعيها، جعل عقول الشباب تحت القصف الدائم والمركز من الآخر أنتجت أسئلة فكرية وعقدية جديدة في إطار فارغ من أي فكر عند هؤلاء الشباب، تتنامى في غفلة أهل الفكر الأصيل، تشكلت قناعات جديدة رؤى حديثة وأغلب هذه الرسالات الأسئلة المحمومة والأفكار الجديدة نشطت في أوساط بعض الشباب المراهقين والذين لم تكن لهم خلفية ثقافية دينية، لا بد أن ننتبه هناك طبول تقرع لتستنهض الإلحاد من قبره الوبيل، إلى العالم ليعود التمرد الفكري في كل مستوياته وإشكاله، نوم عميق من قبل المهتمين والمختصين بالمجال التربوي والديني، علينا أن نقف بصلابة أمام موجة الانحراف الفكري، الخلل العقائدي الإجابة عن الأسئلة الحرجة والذكية بصراعتهم وخوضهم معارك داخلية فتت اللحمة الفكرية وشككت الشباب بقيمهم ورموزهم، فصار عالم ديني يسفه عالما ديني، فقيه يشتم فقيه آخر، نشأت الأجيال الشبابية في بيئة تنازعية قلقة تنتج دائما مجتمعا لا يؤمن بثوابته قلت لنبدأ من جديد نحو الإيمان.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح حميد الحسناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/04/06



كتابة تعليق لموضوع : الإلحاد سمة الانحراف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net