صفحة الكاتب : صالح حميد الحسناوي

على قدر العقول
صالح حميد الحسناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 نقرأ بعض الجمل المؤثرة عند الشيخ الموزون فنتأثر بها ونحفظها رغم أنها ليست على هوانا، وغيرت قناعاتنا تماما، يقول أن الغزالي يرفض فلسفة إنكار وجود الله سبحانه ويقول أن هذا الفكر الإلحادي لا يؤمن به إلا شرذمة يسيرة من العقول المنكوسة، يسأل الشيخ حيران 

-وهل هناك من سبق ديكارت في مذهب الشك، أجاب الشيخ الموزون الغزالي قال  
-في الشك قبل ديكارت بستة عصور، ويصف الشك بأسلوبه الخاص، حاول أن يعرف حقيقة الفطرة التي يكون عليها الإنسان مثل الاعتقادات ليتوصل إلى العلم اليقيني الذي لا يتطرق إليه الشك. 
 كان يصعب علينا فهم الكثير من الجمل الفلسفية لكننا مع هذا نترجمها على قدر عقولنا ونتناقش بها لنصل إلى أبعد نقطة مفهومة لدينا، وصارت جلساتنا بدل أن كنا نبحث فيها بالأمور الشكلية البسيطة التي كان محورها الإلحاد، نبحث اليوم عن الايمان، أدركنا ليس هناك علما يبلغ مرتبة اليقين إلا الحسيات والعقليات، لكنه تأمل في المحسوسات فلم يجد فيها أمان لأن العين قد تخدع فنرى الظل ساكنا بينما هو في الحقيقة متحركا، العقل يفضح المحسوسات ويكذبها، وربما هناك حاكما يكذب العقل، ثم راح يبحث عن عوالم الدليل، يعني أنه سبق عمانويل كانط، قبل وجود كانط  بستة عصور،  وجود الأفكار الفطرية، الأدلة الصحيحة لا تقوم إلا بالبديهيات، وحين شعر الشيخ الموزون أننا لم نعد نفهم شيئا مما قاله، قال  
-الفارابي وصل إلى أن هذه البديهيات هي بيان ظاهرة مركزة في الذهن بينة ويقينية، إلى أقصى درجات اليقين، وأدرك ابن سبأ أن للعقل فطرة يتمكن من خلالها إصدار أحكام جديدة منشؤها الحس، قلت  
-والارتباك العقلي بما تفسره لنا؟ قال الشيخ الموزون، سبب صعوبة تصور الزمان الذي لا زمان قبله والمكان الذي لا مكان بعده، وفلاسفة الغرب أخذوها من الغزالي 
أدرك الشيخ الموزون أننا ما زلنا نحتاج إلى توضيح، قال 
-أن الغزالي يقول لأرسطو وجميع الفلاسفة الإلهيين أنكم تقرون بوجود الله سبحانه وتصفونه بكل صفات الكمال لكنكم قلتم بأن العالم موجود مع الله سبحانه وتصفونه مع الله سبحانه غير متأخر عنه بالزمان، قلتم أن الله سبحانه قبل أن يخلق العالم كان قادرا على أن يخلق العالم فكأنه صبر ولم يخلق ثم خلق 
ليس بين الله تعالى والعالم المتغير تكافؤ حتى يصدر عنه العالم صدورا ضروريا، الغزالي يرى أن الزمان لم يكن موجودا قبل خلق العالم، بسط الغزالي فكرتي الزمان والمكان واعتبرهما تابعتين من خلق العالم وتحريكه، ولا يصح أن يكون قضية الزمان أساسا للبرهنة على ذرية العالم أو حدوثه، فهو كشف للعالم أثر الوهم في تصور البعد المكاني والبعد الزماني، ربما لم نكن نستوعب كل ما قاله الشيخ الموزون في هذه الرحلة لكننا استوعبنا المهم منها واحتفظنا بالباقي في خزينة الذاكرة ما نستدرج فهمه مع الوقت، لهذا لا ننسى جميل الرجل وهدايته لنا بالقدر الذي نقول ثقفنا كتاب قصة الإيمان للشيخ نديم الجسر رحمه الله وهدانا إلى رعاية الباري عزوجل
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح حميد الحسناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/20



كتابة تعليق لموضوع : على قدر العقول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net