صفحة الكاتب : صالح حميد الحسناوي

الإلحاد والإرهاب
صالح حميد الحسناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   من أهم  الأساليب الحديثة  شهرة هو أسلوب خداع المتلقي  ، بعض الكتاب يكتبون ضد الإلحاد لكنهم في الحقيقة  يروجون للإلحاد بطرقهم الخاصة ، أسلوبهم هو إعلان يروج لظاهرة الإلحاد، نحن الشباب كبرنا وصرنا نكشف للعالم  تلك الأساليب كي لا يخدعوا ، مثلاً يكتبون ظاهرة الإلحاد الجديد ، عندما وسموا الإلحاد كظاهرة جعلوها متجددة ، صوروا لنا لوحة إعلانية تعلن عن تجدد الإلحاد ويتحدثون بعد سطرين عن تنوع مسارات الإلحاد ويرجع الكاتب بالأخير ليضع توقيعه الإعلاني فيكتب مثلاً ( ساهمت هذه الأمور في زيادة التأثير والانتشار ، وخلق فضاءات متعددة التأثير ، أعتقد أننا على دراية بهذه الأساليب المتهرئة  من نتن المسيرة الإعلامية  ليقول بالآخر  ، إن تلك الكتب حققت النجاح ، الكتاب يتحدثون عن دوكنز مثلاً هذا المريض نفسياً وعن تجربة سام هارس و هيتشنز ، ولا أحد منهم ينقل لنا تجربة عالم النفس الفرنسي( اريك فروم ) مع الإلحاد فهو يرى لا يوجد إنسان بلا مقدس ،الإنسان مفطور على العبادة والإيمان ، لا أحد منهم يكتب عن ( انطوني فلو)بعد أكثر من خميسين عاماً في التأسيس لمدرسة الإلحاد كتب بعد هذه السنوات ما فاجىء به العالم ، ( صرت أؤمن بإله واحد أحد سبحانه )لنصل إلى فطنة مهمة إننا في العراق و اغلب البلدان العربية لا نعاني من مشكلة الإلحاد إطلاقاً وإنما نعاني من ضجيج الإلحاد ، بعض  الكتاب ممن تأثر بعوالم الغرب ، دون لنا الاساليب  التي دون العلماء فيها اعتراضاتهم  وما توصلوا إليه من سبيل الإلحاد  ، كتبوا عن بساطة الطرح  وذلك بتمكن الإلحاد من خرق المجتمعات  الشعبية ،وعندما يتحدثون عن تلك الإصدارات وأساليبها يجعلون الناس تتصور فعلاً هناك أشياء جديدة ، قرأنا معظم تلك الكتب لم نجد إلا المعلومات المكرورة وىالمعادة و المروي بأساليب متنوعة لا شيء جديد ، وكلما بسطوا المفاهيم الإلحادية كي لا يكونوا بمواجهة الإيمان وإنما اخترعوا مصطلحاً بديلاً ( الحر ) ليكونوا بمواجهة العبودية ، واستخدموا الأفلام الوثائقية لدعم فكرة الإلحاد، و ترويجه فنياً من خلال الاغاني والفديو كليبات للوصول الى فكرة إعلامية، وطبعاً الفكرة مكشوفة أمام هذا السعي ليقولوا للعالم أن العمل الإلحادي ليس عملاً عشوائياً ، يعتمد على عمل مؤسساتي ضخم ، أريد أن أقول لهؤلاء الكتاب نحن في العراق عشنا تجربة ليست سهلة وعرفنا من خلالها إن الفارق كبير بين التنظير والواقع ، وأمام هذه الارقام التي تعلنون عنها هي غير صحيحة ، هذه الأمور لا تمرر على أهل الوعي فهم يريدون أن يربطوا بين الفكر السياسي كأنه هو شغل الملحدين فقط ، ما زال البعض يتصور أن الفكر  العربي سهل الخداع بينما المفكر العربي والمفكر الشعبي قادر على أن يعري جميع ألاعيب المخادعة ،حاول الملحدون أن يلبسوا الإسلام ثوب الإرهاب بينما الملحدين الجدد حسب تعبيراتهم هم من يقودون الإرهاب الدولي ، أصبحت لغتهم شديدة العداء للدين ـــ للحرية يحاربون الإيمان  بالله  سبحانه  ، أيضاً جزءاً من الحرية ، خطاب مليشيات الإلحاد خطاب إرهابي  يعتبر أن الإلحاد المؤدب ذهب الى غير رجعة ، ينظرون إلى الدين على انه مصدر الشرور للكوارث  ، ويرون من  الجدية محاربته وفق الأدوات المتاحة  والممكنة  ، حاول هؤلاء الكتاب العربان يقدموا لنا الفكر الإلحادي كأنه فكر مقبول من قبل العالم كله ،هناك عشرات الآلاف من الأعمال الطيبة والإجتماعية الخيرة والتي تعمل في الرصد  ترى الدين ذات عمق تاريخي وتأثير ثقافي لا يمكن أن يختزل في مثل  هذه  الثنائيات  خير / شر  يذكرني ريتشارد ديكنز بموقفنا أيام الشباب كنا نريد أن نؤثر في الناس بالإلحاد فنتأثر بالتزامهم.
  كان  هناك شاب مؤمن ملتزم من أهل كربلاء كنا متأثرين بشدة اعتداده بنفسه و بدينه نحسد فيه روح الإستقامة ، ويعودون  ليقولوا هؤلاء الملاحدة نتمنى زوال الدين بأهله ، واحد مشاهير الملحدين يصرح في لقاء صحفي أتمنى أن أقتل كل مؤمن  ، أليس هذا هو الإرهاب ؟ واللطيفة ..
يطلع أحدهم بتصريح يقول فيه إن الايمان بالله مرض نفسي ، هذا هو الاحتقان  ضد المظاهر والشعائر الدينية  ، و ألطف ما في الأمر  أننا كنا نشارك في المسير الحسيني لاداء الشعائر الحسينية  ، أليس هذا هو التناقض وهو مظهر من مظاهر المرض النفسي  ، الازدواجية وصار بعض من ملاحدة الغرب  يرفعون  شعارات تأصل مبدأ  اهانة الأديان  بعنوان ( حق الاهانة ) و دوكنز يوصي الملاحدة  اسخروا من الدين اهينوا المتدينين، إياكم أن تخدعوا أنفسكم بأن الإلحاد مؤدب ،وهذا يقرب لنا صورة المعنى لا تحاوروا ولا تناقشوا أهل الدين فهم لديهم ثوابت لا تمس واعلموا لا مكان للدين في عالم اليوم ، ازدادت لغة التهجم على الدين في موقع يملكه دوكنز يقال أن عدد المشاركين فيه 85 ألف مشارك ، حصلت ردود حصلت ردود أفعال  جماهيرية  ، والاكثر من هذا  حدث اشتباك ، مكشوف بين مؤسسي الموقع الإلحادي ، أغلق الموقع وتعرض مؤسسيه إلى سمعة سيئة الصيت لتعرف الناس حجمهم الحقيقي  ، والحمد لله.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح حميد الحسناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/05



كتابة تعليق لموضوع : الإلحاد والإرهاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net