حديث عن غربة مولانا المنتظر.
منتهى فالح آل مريان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منتهى فالح آل مريان

هل تدركون معاني الغربة؟ إن الغربة تعني أن عائلتك جميعها قد قُتلت، ولم يتبقَ منهم سوى من تم تسميتهم أو أولئك الذين فقدوا حياتهم. وفي تلك الأيام، وبإرادة إلهية، لا يمكنك استرداد دم عائلتك، فلا زال دم جدك ينزف في قلب والدتك الزهراء، وعمتك التي انتقلت من كربلاء إلى الكوفة، ثم إلى الشام، وعادت مرة أخرى إلى كربلاء. هل تستطيع تحمل كل هذا؟ هل يمكنك السيطرة على مشاعرك؟ قلّة هم من يهتمون لأمرك في هذه الأوقات الصعبة. تذكر كيف تم سحب عمتك من أذنها وهي في الخامسة من عمرها، وكيف اشتعلت النيران فوق خيمتها. وتفكر في جدك الذي كان يتنقل بين الخيول، بينما يتكرر أمام عينيك هذا المشهد يوميًا. ماذا ستفعل؟ أمك، التي كسرت ضلوعها وفقدت جنينها، لم تره حتى وفاتها، وقد أغمضت عينيها بحسرة وألم....
إن ما ذكرته هو فقط جزء صغير من المعاناة، فلو لم تكن دعوات السيدة الزهراء لمولاي صاحب الزمان، لكان الله أعلم بما يمكن أن يحدث لصاحب الزمان. لذا، عليكم أن تشعروا بغربته وتفهموا معانيها، فلا تأتي لتقول أنك تحب الإمام وأنت لا تعرف شيئًا عن معاناته!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat