عباءتكِ أمانة... فكوني على قدر الرسالة"
منتهى فالح آل مريان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منتهى فالح آل مريان

إن العفة وطبيعتها تأبى نشر ما يتعارض معها من خجل وحياء. ففي قوله تعالى: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءِ)، نستشعر أهمية الحياء في المعاملات.
وقد قالت إحداهن: 'لدي حاجة لك'. فسألها: 'وما هي حاجتك؟'، فأجابت: 'عندما تدخل المدينة، يرجى أن تسير بنا في طريق خالي من الأنظار، وأن تطلب من الآخرين إبعاد تلك الأعين عن المحامل، فقد أصبحنا في حرج من كثرة التحديق إلينا'.
فلنتذكر دائمًا، فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
قبل عدة أيام، قرأت منشوراً لأحد الرجال المؤمنين، حيث طلب المساعدة للتخلص من كثرة منشورات الأمهات المهتمات بالعباية والنقاب، واستفسر عن كيفية إخفاء حساباتهن حتى لا تظهر له.
تعليقي:
هل من كتب مثل هذا المنشور يحمل مشاعر الكراهية؟ أم أنه شخص ملتزم يدرك أهمية غض البصر؟ فالعفة والحياء لا تقتصران على الحياة الواقعية، بل يجب أن يتجسدوا في التطبيق الفعلي.
إذا كان هناك شخص غير ملتزم ولا يغض بصره، فيجب أن نتحدث معه عن أهمية غض البصر. أما إذا كانت هناك امرأة ملتزمة، فلا ينبغي أن نوجه النقد لها بسبب لباسها. يجب علينا دعم الشباب في تفعيل مفهوم غض البصر وفتح حوار بناء حول هذا الموضوع.
لقد أصبحنا نواجه ظاهرة مؤسفة تتمثل في أن الكثير من النساء يلتزمن بالملابس التقليدية، مثل العباءة، ولكنهن يظهرن بأسلوب يفتقر إلى الحشمة. فبعضهن ترتدي العباءة والكعب العالي، مما يجعل صدى خطواتهن يتردد في أرجاء الشارع، في حين تسمع ضحكاتهن من بداية القاعة حتى نهايتها. وهناك من يطبقن مكياجاً مبالغاً فيه كالعروس ويظهرن تفاصيل الجسم بشكل بارز، مع رفع الحجاب عن الصدر. وهذا السلوك، حتى في زمن الجاهلية، لم تكن النساء تجرؤ على القيام به، فكن يغطين شعورهن ولكن يحرصن على وضع الحجاب بشكل مناسب على منطقة الصدر.
يبدو أن هذا الأمر لم يعد كافياً، بل أصبح من الضروري الترويج لفكرة ارتداء النقاب بطريقة صحيحة، حيث يقع علينا واجب توضيح أن الحجاب والعباءة والنقاب قد وصلوا في بعض الأحيان إلى مرحلة من العادية، لا تعكس قيم الحياء أو الاحتشام.
فإلى أين يقودنا الواقع والمجتمع...؟
إذا كانت الشخصية تتمتع بثقة ذاتية مستندة إلى جوهرها، فإنها تسير في حياتها وفقًا لمبدأ رضا أهل البيت الذي يعد الأساس الأهم.
سوف نواجه مشكلات.
فالإنسان بطبيعته يحب سماع المدح، ويظهر بشكل أنيق، ويسعى لأن يكون مميزًا، ولا يفضل أن يتفوق عليه أحد. هذه الصفات قد تتحول إلى سلبيات إذا لم تتوافر لدينا الميزات اللازمة للتغلب عليها.
نرتدي العباءة، ولكن نرافقها بمكياج خفيف، ونستعملها لجلسات تصوير على إنستغرام، ونكون محاطين بالأصدقاء والزملاء. فداخل النفس شعور بالخوف من عدم الظهور بشكل جذاب، أو من تفويت الفرص التي قد تفوتنا، أو من التعليقات السلبية التي قد تُطلق علينا. لذا، نجد أنفسنا في سعي دائم لتجنب هذا الخوف.
في ختام حديثي،
أتقدم بخالص الشكر والتقدير والاحترام لكل امرأة تدرك مكانة وقدسية هذه العباءة التي تعلو رأسها.
إن ارتداءها يأتي لنيل رضا السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، ولا يعد وسيلة لتحقيق مكاسب تجارية أو كسب إعجاب الآخرين أو تفوق مدعي الفروسية.
كما أن من ترغب في جذب الفتيات نحو الدين يجب أن تكون قدوة في عفتها وإنجازاتها، بدلاً من الاعتماد على الصور التي تنشرها بدعوى الدعوة إلى الدين.
من أعماق قلبي، أوجه ألف شكر وتقدير واحترام لكل الفتيات. فأنتم لستن مجرد جنيهات في ميزان السيدة الزهراء، بل تمثلن قيمة عظيمة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat