مع الإمام الحسن - ع - في ذكرى ولادته / ٤
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انتقال قيادة الإسلام من نظام الوحي والنبوّة الى نظام الخلافة الراشدة ( بحسب مدرسة الخلافة ) أو الى نظام الإمامة ( بحسب مدرسة أهل البيت ) كان ولا زال محط جدل ومناقشة ، وكل طرف يسوق أدلته التاريخية والشرعية والعقلية .. وأخذ موضوع الانتقال هذا من الأهمّية ما يستحق - نسبياً - لخطورة وحساسية الأمر على الإسلام وعلى المسلمين ..

ولكن .. انتقال نظام القيادة في الإسلام من الخلافة الى نظام المُلك العضوض .. فهذا ما لم يأخذ من النقاش عند الطرف الآخر من الأهمّية والاستحقاق ما يعادل حساسيته وخطورته أيضا ، وهذا شيء مستغرب في الحقيقة ، فأين ذلك الدفاع المستميت والتأصيل والشرعنة لنظام الخلافة ..!! لماذا لم يدافعوا عن الخلافة أمام نظام المُلك كما دافعوا عنها أمام الإمامة ..!!

وقد تقول أن نظام المُلك هو نظام خلافة .. فنقول هذا ما لم يلتزموا به أنفسهم ، فهم من يعترف بذلك ويأتون بشواهد روائية وتاريخية عليه ، من قبيل ما ورد في الترمذي عن النبي صلى الله عليه وآله ( الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم مُلك بعد ذلك ) ، أو عندما قيل للإمام أحمد : أكان معاوية خليفة ؟ قال : ( لا ، إنما كان ملكاً من ملوك المسلمين ، وقد اتفق الناس على أن معاوية رضي الله تعالى عنه هو أول ملوك المسلمين ) . وهم يقرّون بإن الإمام الحسن عليه السلام آخر الخلفاء الراشدين .. وشواهد أخرى .

هذه اسئلة تستحق أن تُطرح ، وإستفهامات ينبغي أن يُجاب عنها ، وموضوعات لا بد أن يُبحث فيها ، خاصة في مناسبات الإمام الحسن عليه السلام ، لأنها من الأحداث والانتقالات الخطيرة التي حصلت في أيّامه ، وكان عليه السلام يمثل محوراً تاريخياً هامّاً فيها لاتتضح الحقائق والوقائع ألا من خلاله ..

نحن لا ننتظر الإنصاف في الجواب ، ولا نعتقد أننا سنحصل على اعترافات معيّنة بإقتراف الأخطاء .. لأن لكل خطأ يوجد ما يبرره عندهم .. ولكن لا أقل أن الأمانة التاريخية والشرعية تتطلب وضع الأصابع على بعض الدمّل والجروح في جسد هذه الأمة المستباح حقها وتاريخها ويُراد أن يُستباح مستقبلها ، ولكن هيهات هيهات ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ ) القصص ٥

الموضوع السابق مجرمو البعث لا يقتلون من يحب الموت؟!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat