من أكثر الأشياء التي كنّا نحرص عليها وقتما كنا صغارًا هي تحضير القرطاسية للمدرسة، الأقلام بالألوان الزاهية والممحاة بروائح بعض الفاكهة، والمبراة ببعض الأشكال اللطيفة، ونحرص على رسومات الدفاتر أو أغلفة (جلاد) الكتب التي نحافظ بها على كتبنا من التمزق، أن تكون ملائمة لنا كفتيات، ورود وفراشات وألوان كثيرة أو كرة قدم وسيارات للفتية، قليلًا ما كنا نصادف غلافًا رسمت عليه أشكال غريبة، كنا الى جانب أنها منزوية عن كل البضاعة المعروضة لا نستذوقها ولا نميل إليها... ننتبه حتى الى لصقات الأسماء وأشكالها، واللصقات التي نزين بها دفاترنا، نختارها تبعًا لفطرتنا السليمة.
وكان أهالينا ينبهوننا لأبسط تفصيل قد لا يناسب كوننا طالبات أو طلاب، ولا يناسب مبادئنا.
ونادرًا ما كنا نلاحظ خلاف ذلك بين الطالبات في الصف، هذا الحال سواء في الابتدائية أو المتوسطة أو الاعدادية.
لكن مما يثير الاستغراب هذه الأيام عندما نجد القرطاسية طافحة بالرسومات الغريبة، فتيات بوضعيات غير لائقة، أولاد بأزياء وتسريحات مخيفة، عبارات معيبة أو لا معنى لها، أما فرقة الـ BTS فكأنهم أحد العجائب السبعة، في الحقائب والدفاتر والأقلام والأغلفة وحافظات الأقلام والمياه وحتى الأحذية! مضافًا لها ألوان قوس قزح التي تُزج بكل شيء وينقصون منها لونًا أو يغيرون في ألوانها لتناسب علم المقرفين.
فماذا جرى لذوق وفطرة طلابنا، وأين توجيهات الوالدين؟ الاستهانة ليست بمصلحة أحد، وتغيير الفكر والهوية ليس بالكلام فقط وطرح الأفكار، خصوصًا للأعمار المدرسية، إنما يبدأ بالصورة والألوان ليألفها ثم يسهل تطويعه للفكرة.
لن يكلفنا الانتباه والاحتياط شيئًا، وشدة الحرص في هذا الزمان لن تعد مبالغة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat