عَفْواً رَسولَ اللهِ إِنْ "ضَاقَتْ بِما / رَحُبَتْ" فَلَمْ تُطِقِ المَقَالَ الأَسْطُر
أَوْ مَرّتِ الذِّكْرى وَقَلْبيْ عَامرٌ /
مِنْ فَيْضِ أَنعُمِها وَشِعْري مُقْفِرُ
فَلَطالما بَهَرَ النَّواظِرَ فَامْتلَتْ /
مِنْهُ فَأَعْشاها الضِّياءُ النيّرُ
وَلَطَالما أَغْضَتْ حَياءً فَاخْتَفتْ / عَجْلَى عَلَى خَفَرٍ مَعَانٍ تَخطُرُ
وَلَطَالما هَابَتْ مَقامَكَ أَلْسُنٌ /
تَهفُو فَتُحْجِمُ أَو تَهِمُّ فَتَعْثَرُ
فَاحْلُلْ أَبا الزَّهْراءِ عُقْدَةَ مِقْوَلي / لأُذِيعَ مِنْ طِيبِ الهَوى مَا أُضْمِرُ
وَاغْدِقْ عَليَّ فَفَيْضُ كَفِّكَ غَامرٌ / مِنْ بَينِ أَنْمُلِهِ يَسِيلُ "الكَوْثرُ"
***
عُذْراً إِذَا جَفَّتْ عُيونُ الشِّعْرِ أَوْ / عَجَزَتْ فَأَجْملَتِ البَيَانَ الأَشْطُرُ
فَلَحَصْرُ فَضْلِكَ فَوقَ مَا تَسْطِيعُهُ/ أَوْزانُنَا - وَإِنِ انْتَخَتْ - وَالأَبْحرُ
أَيُّ النُّصوصِ يُلِمُّ فَضْلَكَ وَالذَّي/ أَوْلاكَهُ أوْلاكَ مَا لا يُحْصَرُ
وَأَبانَ فَضْلَكَ في "الكَتابِ" فَأَعْجَزَتْ /
آياتُ فَضَلِكَ مَنْ يَبينُ فَيَسْحَرُ
شَهِدَتْ بِفَضْلِكَ "آلُ عِمْرانٍ"
و"يَسٌ" /
وَ"طه" وَ"الضُّحَى" وَ"الكَوْثرُ"
وَ"الفَتْحُ" وَ"الأَحْزَابُ" وَ"الأَنْفالُ"/ وَ"الحُجُراتُ" وَ"التَّكْوِيرُ"وَ"المُدَّثرُ"
وَ"بَراءةٌ" وَ"الفَتْحُ" وَ"المزَّمِلُ" / وَ"الأَنْبِياءُ"، وَمَا سِوَاها أَكْثَرُ
أَوَ بَعْدَ هذا مَا يُنَمِّقُ شَاعِرٌ..؟! /
مَاذَا يُصَوِّرُ..؟! وَ"الكِتَابُ" يُصَوِّرُ
مَا الشِّعْرُ حَتَّى لَوْ يُوَشَّى بُردُهُ/ بِزَخارِفٍ مِنْ فِضَّةٍ ويُعطَّرُ..؟!
***
قالَتْ فَجَمَّعتِ البَلاَغَةَ كُلَّها/
وَأَتَتْ عَلَى مَنْ سَطَّروا أَوْ حَبَّرُوا
آياتُ مَوْلدِكَ الأَغَرِّ وَإِنَّها /
مِنْ قَبْلِ بَعْثِكَ مُنْذِرٌ وَمُبَشِّرُ
أَغْفَتْ عَلَى أُكَمِ الرَّمادِ ذَلِيلةً/
(نارُ المُجوسِ) مَهِينَةً تَتَحَسَّرُ
وَهَوَتْ إِلى (إِيوانِ كِسْرى) جُفَّلاً / مَذْعُورةً (شُرُفاتُهُ) تَتَبَعْثَرُ .
(سَقَطَتْ) يُكَحِّل بَعْضُها بِتُرابِهِ / بَعْضاً وَيَلْفَحُ وَجْهَهُ وَيُعَفِّرُ
وَأَضَاءَ (بُصْرَى) وَ(الشَّآمَ) لِناظرٍ / نورٌ تَوَهَّجَ في (تِهامَةَ) نيِّرُ
لِيُخَطَّ مِحْرابٌ وَيُعْمرَ مَسْجِدٌ / وَتُقامَ مِئْذَنَةٌ وَيَعْلُو مِنْبَرُ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat