ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

كتب لي صديق يقول : من هم الذين قال عنهم القرآن (ذلك مثلهم في التوراة والإنجيل). القرآن عندنا نحن المسلمون كلام صدق. فهل يوجد عندكم في التوراة والإنجيل ذكر لهؤلاء؟
الجواب:
هذه الآية وردت في سورة الفتح آية 29 : ((تراهم ركعا سجدا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل)) فشهد الرب الله بأن هؤلاء أيضا مذكورين في التوراة والانجيل ، ولكن القرآن ركّز على (أثر السجود) وهذا لهُ دلالات كبرى.
أولا أقول : لا يوجد في صلاة اليهود والمسيحية هذا اليوم أي سجود. لأن صلاة اليهود رقص وهز، وصلاة المسيحيين تطويح وتلويح.
الكتاب المقدس يقول بأن الله وضع علامة السجود على جباه الساجدين له ليعرف من هم خاصته الذين أطاعوه بالسجود له في الحياة الدنيا لكي يُكرمهم في الآخرة فيُدخلهم الجنة لأن مكان السجود سيتحول إلى نور يسعى بين يدي المؤمن يوم القيامة فقال في الكتاب المقدس في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 19 ((وَلكِنَّ أَسَاسَ اللهِ الرَّاسِخَ قَدْ ثَبَتَ، إِذْ لَهُ هذَا الْخَتْمُ يَعْلَمُ الرَّبُّ الَّذِينَ هُمْ لَه)).
والختم لا يكون إلا من أثر السجود على الأرض كما نقرأ في سفر إشعياء 49: 23 ( بالوجوه إلى الأرض يسجدون لك). فلا يتحقق السجود إلا على الأرض. وكل حائل يحول بين الجبهة والأرض لا يُعتبر سجودا، لأنه مثلا سيكون سجودا على البساط.
وقد قال القرآن المقدس بأن كل من لم يسجد على الأرض في الدنيا تواضعا لله فإنه لا يستطيع السجود يوم القيامة فيبقى واقفا.
نعم يبقى واقفا حيث تتصلب ركبتاه فيتخطف زبانية النار كل واقف ويرمون به في بئر الهاوية. وسبب ذلك أن إبليس عندما أمره الرب بالسجود لآدم استكبر وتعالى وقال (اأسجد لمن خلقته من تراب). فامتنع عن السجود ولم يطع ربه ، فكل من يترفع عن السجود على التراب فهو من حزب إبليس.
ويأمر الرب يوم القيامة المؤمنون بأن يقعوا على الأرض ساجدين فتكون هذه هي العلامة.فقال القرآن في سورة القلم آية 42 : ((يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون)) . ستتصلب ركبة كل من لم يسجد في الدنيا على التراب ويبقى واقفا كعلامة على أنه من اتباع إبليس.
كشف الساق أي نُشمّر ونجد ونُسرع في حسابهم ولا نكسل وندعوهم للسجود كعلامة بين الرب وبين عباده الحقيقيين الغير مزيفين فكل من كان لا يسجد على الأرض ويضع حائلا من فراش او سجاد بينه وبين التراب. سوف يعجز عن السجود يوم القيامة فيكون مصيره النار. ودليل هذا اتفاق الكتاب المقدس مع القرآن على ذلك فيقول في سفر دانيال 3: 6 ((ــ يوم يدعون إلى السجود فلا يستطيعون ــ وَمَنْ لاَ يَخِرُّ وَيَسْجُدُ، فَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ يُلْقَى فِي وَسَطِ أَتُّونِ نَارٍ مُتَّقِدَةٍ)). و سورة القلم آية : 42
من كل ذلك نفهم أن المعنيين في السجود الذين مثلهم في التوراة والانجيل هم الأنبياء ومن تبعهم من اسباط وحواريين في الامم السابقة وان بعض ذكر هؤلاء مذكور في التوراة والانجيل الحاليين على ما فيهما. مع أن التمييز بين ذلك في الكتاب المقدس صعب لأن السجود للاصنام وسجود الوثنيين اختلط مع سجود الأنبياء واتباعهم. فالركّع السجود موجودين مذكورين ولكن لمن ؟ الصعب التفريق.
ولكن من هم الراكعين الساجدين المذكورين في القرآن، الذين يشبهون من ورد ذكرهم في الأديان السابقة؟ بالرجوع إلى التوراة والإنجيل نجد أن المذكورين كلهم من الأنبياء او اوصيائهم خلفائهم (الرسل) الذين حملوا اعباء تبليغ الرسالة والحفاظ عليها بعد الأنبياء. التوراة تذكرهم بإسم (الاسباط) والإنجيل يذكرهم بـ (الحواريين) طبعا مع اختفاء هذه الكلمة وحل محلها (التلاميذ) وفي بعض الفصول (الرسل). إذن في الاسلام يوجد مثلهم والقرآن أشار لأمثالهم في الكتاب المقدس لكي يلفت النظر إليهم. فمسألة وجود الركع السجود الاثنا عشر موجودين في كل دين. وهذا يحتاج إلى بحث خاص.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat