صفحة الكاتب : رزنة صالح

حوار في القلب
رزنة صالح

 في غرفة مُضيئة يضع القمرعلى وجهه اللثام خجلاً من نور أشرق من بين أكتاف النوافذ.
تُنادي الكلمات بعضها لتصف دورًا من أجل الحصول على شرف الكلام.
-واني يا خديجة قد تركت لكِ قرة عيني وضياء عمري وبريق أملي وأنا أعلم بأنكِ ستكونين خير زوجةً تكفل طهره الذي لم تلوثه المعتقدات الخاطئة، لم يزور ثغرة الفساد ولم يكب على وجههُ بين تناثر كلمات الغناء والفساد.
صادق أمين.
-قرة عينكِ يا عمتي في عينيّ، مُذ عرفته وأنا ارى الأمانة تقبل ذرات التراب التي يمر من خلالها.
سلمتهُ عمري وقلبي ومالي.
صنته كما صانني وأحببته كما لم أحب شيء من قبله.
دثرته حين ارتجف رعبًا ودثرني حين مضى بي عمرًا.
-إنهُ ذو شأن عظيم يا خديجة، نبي آمين.
-هل كُنتِ تعلمين بنبوته؟
-لم يكن لديّ شاهد أو دليل، ولكنهُ قلب الأم  كُنت أرى في عينه بريق مُختلف وكأن النهار يسهر متناوبًا على أرق بؤبؤ عينيه.
خفت عليه وكأن الخوف خُلق بين أضلعي ليحميه.
عاش يتيمًا وكبر نبيًا عظيمًا.
-تزوجتهُ يتيمًا فكنت أمًا وزوجة وصديقة وحبيبة
وتزوجني فقيرًا فأغناني الله به.
-وأنكِ أول حضنًا لرسالته وكُلي ثقة بأنكِ خير زوجة وأم لأبنائه.
انصت الكون لعذب تِلك الكلمات حتى مات كُلّ سطرً لم يضم نفسهُ في الحوار.
تمسكت الانوار في القلب حتى تبقى آخر الكلمات راسخة في ذهن الوقت.
-كانت الرسالة مُنقذي، ولم أدثره بل دثرني، حملت الآيات قلبا وكانت خير ما حصل ليّ، اصابتني بركة عظيمة ولازلت اتنفس من بين اوردتها ريحان عذب يُعطر الأحياء منا والأموات.
-يا خديجة احتضنته في أول يوم وصل فيه، كان طفلاً جميلاً يحمل ملامح أبيه قادتني رائحته إليه، ونطقت عينه بكلمات الرجاحة النابعة من عينكِ التي اراهن الآن.
وعبد الله كان كمن سكب عينيه من عيني ابنه وسواد شعره وجمال ابتسامته.
-أخذهم الله حين رزقنا بهم ولم يكن اعتراضًا ما عصر قلبي المًا ولكنهُ شوق الأم وحنينها.
-سمعت محمد يقول بأنهُ قد رزق بحبكِ، وأنتِ يا خديجة خير رزق قد يُرزق به الإنسان.
-وكأني اسمع صوتا  يقول: " والله ما أبدلني
خيراً منها.. فقد آمنت بي حين كذبني الناس. وأعطتني مالها حين حرمني الناس.
ورزقت منهاالولد وحرمته من غيرها..
-لتبتسم عينا خديجة والدمع يتناثر من عينها 
صلى عليك الله يا خير الورى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزنة صالح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/05



كتابة تعليق لموضوع : حوار في القلب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net