صفحة الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

ما يجبُ في ظرفِنا الراهنِ شرعًا
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ﴿وإِن طائفتانِ منَ المؤمِنينَ اقتَتَلُوا فأَصلِحُوا بينهُما فإِن بَغَتْ إِحداهُما على الأُخرى فقاتِلُوا التي تَبغي حتّى تَفيءَ إِلى أَمرِ اللٰهِ فإِن فاءَت فأَصلِحُوا بينهُما بالعَدلِ وأَقسِطُوا إِنَّ اللٰهَ يُحِبُّ المُقسِطينَ ، إِنَّما المُؤمِنونَ إِخوةٌ فأَصلِحُوا بينَ أَخوَيكُم واتَّقُوا اللٰهَ لعلَّكُم تُرحَمونَ ، يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا لا يَسخَر قومٌ مِن قومٍ عسَى أَن يَّكونُوا خيرًا مِّنهُم ولا نساءٌ مِن نِّساءٍ عسَى أَن يَّـكُنَّ خيرًا مِنهُنَّ ولا تَلمِزُوا أَنفسَكُم ولا تَنابَزُوا بالأَلقابِ بئسَ الاسمُ الفُسوقُ بعدَ الإِيمانِ ومَن لَّم يَتُب فأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمونَ﴾ [الحجرات/٩-١١].

فأَمَّا ما يجبُ أَولًا فالصُّلحُ بينهما ، وهو المنهجُ والوسيلةُ والغايةُ في الوقتِ نفسِه. وإِنَّ الصُّلحَ لا يعني التنازُلَ ، والرضوخَ ، والخنوعَ قدْرَ تحقُّقِه بالنظرِ إِلى مصلحةِ العراقِ ، وسلامتِه ، ونَظْمِ أَمرِه قبلَ النظرِ إِلى المصالحِ الشخصيةِ ، والفئويةِ.
وأَمَّا ما يَجبُ ثانيًا فردعُ التي تبغي منهما بالقوةِ التي تجعلُها مُذعِنةً لاجئةً إِلى عفوِ اللٰهِ تعالى ، والامتثالِ لأَمرِه.
وأَمَّا ما يلزَمُ ثالثًا فالصُّلحُ مرةً أُخرى بينهما بما يُحققُ العدلَ والمساواةَ رضًا للهِ تعالى ؛ فالمؤمنون ذوو المَسقَى التشريعيِّ الواحدِ إِخوةٌ يجِبُ على كلِّ متنفِّذٍ قادرٍ أَن يُّصلِحَ بينَهما ؛ فهذه تقوى اللٰهِ التي هي الغايةُ الساميةُ لكلٍّ منَّا.
وأَمَّا ما يَلزَمُ أَخلاقيًّا - بعد الصُّلحِ ، والرَّدعِ ، والصُّلحِ - فتركُ النَّـيْلِ بالسُّخريَةِ مِن الأَخِ المؤمنِ الذي لا يُجيزُ ليَ الشرعُ أَن أَسخرَ منه بالشتمِ ، والبُهتانِ وإِنِ اختلفتُ معه.
هذا شَرعُنا ، وتوجيهُ ربِّـنا ، وما آتانا رسولُنا الأَحمدُ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) ؛ فمَنِ اعتبر به ، وامتثلَ له ؛ فله إِسلامُه الإِيمانيُّ وللبلدِ سلامتُه ، ومن لَّا يعتبِرْ به فله إِسلامُه القوليُّ الذي ناسبَ الأَعرابَ يومَ قالوا: ((آمَـنَّا)) فزُجِرُوا بأَّن يَّقولوا: ((أَسلَمْنا)) لا ((آمَـنَّا)) لأَنَّ الإِيمانَ لم يُخالِطْم ولمَّا يَدخُلْ في قلوبِهم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/31



كتابة تعليق لموضوع : ما يجبُ في ظرفِنا الراهنِ شرعًا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net