العراق الماضي والحاضر وافاق المستقبل ( 1)
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد عبد الستار الجابري

وقفة عند التاريخ القريب فترة ما قبل ١٩٥٨ نجد فيها مايلي :
١ _ ان العراق مقسم الى ثلاث مناطق جغرافية في كل منطقة اغلبيه مذهبية او قومية.
٢ _ المنطقة الكردية كان يروادها حلم الاستقلال منذ أواخر عمر الدولة العثمانية واخر ما تمكنوا من الحصول عليه هو الحكم المستقل ضمن العراق الفيدرالي اي انهم خططوا وتفاوضوا وتمكنوا من الاقتراب من حلم الاستقلال الذي عبروا عنه بكل صراحة في الاستفتاء.
٢ _ المنطقة السنية وهو التي حضيت برعاية خاصة في القرون الاخيرة من عمر الدولة العثمانية وتمكنت من القفز الى السلطة بعد اعلان الملكية في العراق تحت رعاية الاحتلال البريطاني واحتكروا الحكم حتى ٢٠٠٣ وتسببت ادارتهم للعراق بحروب كارثية وإدارة طائفية وهدر في ثروات البلد مع سوء ادارة ودكتاتورية مقتية وهم يسعون للعودة الى الانفراد بحكم البلد وهو ما بدا السعي اليه في الخطابات العديدة للقيادات السنية.
٣ _ المنطقة الشيعية وهو التي تمثل الاغلبية السكانية في العراق ومنطقتهم هي منطقة الثروة الاقتصادية الكبرى للعراق وقد عاشوا التهميش والقتل والإقصاء وعانوا من ويلات الطائفية السياسية والذهبية والادارية على طول الفترة الممتدة من ظهور العراق كولايات تابعة للامبراطورية القرشية وحتى يومنا الحاضر وعلى الرغم من كل ذلك فالشيعة هم الذين حملوا هم العراق فالتصدي للمحتل الانجليزي كان شيعيا بحتا في الحرب العالمية الأولى وثورة العشرين كانت شيعية بحتة مهما حاول سراق التاريخ تحويلها الى غيرها وعلى الرغم من طائفية النظام الملكي الا انهم لم يعملوا على تقويض الحكم الملكي رغم الظلم الذي واجههم ورغم استهادفهم عسكريا واقتصاديا وثقافيا من قبل ياسين الهاشمي ورشيد عالي الكيلاني في لعبة التجنيد الالزامي في ايام الملك الشاب قليل الخبرة غازي. على الرغم من ذلك كان الشيعة ولا يزالون هم بناة العراق وحملة راية الدفاع عنه.
وخلاصة ما تقدم تكشف لنا ان المجتمع الشيعي كان ولا يزال المضحي الاول لاجل العراق بعيدا عن النظر الى المكاسب والمناصب وهذا يوفر لنا قراءة اجتماعية لواقع المجتمعات العراقية الثلاث حيث أننا نجد الميزة الواضحة لكل منها تتسم ب:
١ _ المجتمع الكردي مجتمع انفصالي ذو نزعة قومية واضحة.
٢ _ المجتمع السني مجتمع تسلطي ومهووس بالسلطة وابتزاز القيادة.
٣ _ المجتمع الشيعي مجتمع تضحية ووطني وحريص على العراق وغريب عن موقع السلطة وطموحاته بسيطة وليست لدية تجربة غنية في مجال الادارة والحكم ولذا تمكنت السلطات المتعاقبة على العراق من مصادره حقه الطبيعي في ادارة البلد وهي ميزة واضحة جدا في العهد الملكي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat