الشيعة وفلسطين
السيد عبد الستار الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بدأ الصهاينة بالانتقال الى فلسطين بعد وعد بلفور واحتلال الانجليز لفلسطين بعد الحرب العالمية الاولى، واخذت الهجرات اليهودية تتدفق الى فلسطين، وتعتبر دول الاتحاد السوفيتي اكبر ممول لاسرائيل بالعنصر البشري، وابتدأ الغزو اليهودي لفلسطين بخطة ناعمة اذ قاموا بشراء الاراضي من اهلها، وفي النصف الثاني من ثلاثينات القرن العشرين اصبح الوجود اليهودي في فلسطين واضحاً، ثم اخذوا يجبرون الفلسطيين على بيع اراضيهم ومن ابى ارتكبوا في حقه المجازر الدموية والتي عرفت من بينها مجزرة دير ياسين، ومنذ ذلك الوقت بدأ الصراع بين الفلسطينيين واليهود، وفي عام 1948م انسحبت بريطانيا من فلسطين وانهت عهد الانتداب بعد ان اعدت برنامجها لاعتراف دول العالم باسرائيل كدولة على الارض التي احتلتها، وفي الوقت الذي كان الصهاينة مزودين باحدث الاسلحة ومدربين احدث تدريب، كان الشعب الفلسطيني يقاتل بامكانته الذاتية المحدودة، وقد ادى اعلان قيام دولة اسرائيل والاعتراف الدولي بها الى ضغط جماهيري كبير في المجتمعات العربية اجبرت الحكومات التي كانت تخضع للانتداب البريطاني والفرنسي والتي لم تكن تملك خياراً حقيقياً بخوض الحرب ضد اسرائيل، ومن مضحكات الدهر ان يكون قائد القوى الاردنية والعراقية والمصرية الضابط الانجليزي كلوب باشا في الوقت الذي رفضت القوات السورية العمل تحت امرته، انتهت حرب 1948 بسيطرة اسرائيل على الاراضي التي يدها ومنعت بريطانيا وفرنسا وعصبة الامم من انهيار دولة اسرائيل وفجعت الشعوب بالشهداء الذين ضحت بهم لاجل تحرير فلسطين من سيطرة اليهود ولكن تلك الشعوب لم تع ان القرار الغربي كان حاسماً في فرض الوجود الجديد على ارض فلسطين وكان حكام العرب جزءا من تنفيذ ذلك المخطط اذ كيف يعقل ان تتمكن العصابات الصهيونية من قهر ذلك الكم البشري الهائل الذي زحف من العراق وسوريا والاردن ومصر ودول الخليج لتكون النهاية الهدنة بين العرب واليهود والاعتراف الضمني باحتلال اسرائيل لتلك المناطق الشاسعة من ارض فلسطين.
وفي 1967 تمكنت القوات الصهيونية بعلمية خاطفة من احتلال ما تبقى من ارض فلسطين والجولان السورية وسيناء المصرية، لتؤكد بذلك حضورها وبقوة وتبرهن على ضعف الارادة العربية في الحفاظ على وجودها، واصبحت اسرائيل امراً واقعاً لا يمكن تجاوزه، وعندما حل عام 1973 تمكنت القوات المصرية في عهد انور السادات والسورية في عهد حافظ الاسد من تحقيق انتصار كبير في الساحة العسكرية الا ان وقف اطلاق النار من طرف واحد من قبل السادات مع عدم اعلام الجانب السوري بذلك ادى الى تمكن القوات الصهيونية من تحويل ثقل الحرب نحو الجولان من تسبب في خسائر عظيمة مني بها الجيش السوري. وتعتبر سنة 1973 اخر سنة وقعت فيها الحرب بين الجيوش النظامية العربية والجيش الصهيوني، وبعد تلك الحرب، وقع السادات مع الكيان الصهيوني معاهدة كامب ديفيد ليعلن الاعتراف الكيان الصهيوني وانهاء الحرب مع اسرائيل والشروع بالعلاقات الدبلوماسية بين مصر والكيان الصهيوني، ثم توالت العلاقات السرية بين الدول العربية والكيان الصهيونية حتى اعلن في فترات متفاوتة عن علاقات رسمية مع قطر والامارات وسلطنة عمان والاردن والمغرب.
كان وجود المهجرين الفلسطينين في الشريط الحدودي بين لبنان واسرائيل عامل عدم استقرار للكيان الصهيوني فقرر الصهاينة ترحيل الفلسطينيين عن منطقة التماس على الحدود اللبنانية – الفلسطينية، فاجتاحت القوات الصهيونية بيروت عام 1982 بعد اندلاع الحرب الاهلية في لبنان وانجزت بذلك خطتها في تهجير اللاجئين الفلسطينيين الذي كانوا يشكلون حاضنة للقيام بالعمليات الجهادية داخل الارض المحتلة وعلى اثرها تم نقل مقر قيادة فتح من لبنان الى تونس.
في خضم الاحداث الدامية في لبنان ولد حزب الله بزعامة الشهيدين السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب وضم بين اعضائه ابطالاً مضحين سطروا اعظم الملاحم ضد الاحتلال الصيهوني للاراضي اللبنانية وضد قوى الهيمنة والغطرسة للدول الكبرى التي كانت ولا تزال ترعى الكيان الصهيوني رعاية تامة وببطولاتهم تمكنوا من طرد الصهاينة من ارض الارض اللبنانية. لقد كان ظهور حزب الله في لبنان ايذاناً بمرحلة جديدة من مراحل الصراع مع الكيان الصهيوني، بعد ان اغمدت الدول سيوفها الصدئة وركنت الى الاستسلام الى العدو الصهيوني والقبول به والاعتراف به رسمياً، لتظهر مرحلة الدفاع عن الحقوق الوطنية من خلال الحركات السياسية الاجتماعية التي حملت السلاح للوقوف في وجه الكيان الغاصب والمطبعين والمستسلمين له من الانظمة العربية.

الموضوع السابق طوفان الاقصى ومتغيرات منطقة الاشتباك!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat