الدعاءُ سرُّ العبادة الجزء السادس
احمد الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هناك أزمنة وأوقات يُستجاب فيها الدعاء، منها بين الأذان والإقامة، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (الدعاءُ بين الأذان والإقامة لا يُرد). ومنها ليالي الجمع وأيامها، قال الإمام الصادق عليه السلام: (إن العبدَ ليدعو فيؤخر اللهُ حاجته إلى يوم الجمعة). والأعياد، ومنها ليالي القدر، وليلة النصف من شعبان، ونهار وليلة أيام رمضان، وعند انهمار المطر، قال الصادق(عليه السلام): (ثلاث أوقات لا يُحجب فيها الدعاء عن الله تعالى في أثر المكتوبة، وعند نزول المطر، وعند ظهور آية معجزة لله تعالى في أرضه). ومنها عند هبوب الريح القوية قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (إذا فاءت الأفياء، وهبّت الرياح، فاطلبوا حوائجكم من الله، فإنها ساعة الأوابين). وأوقات السحر عموماً، قال الإمام الباقر(عليه السلام): (إن اللهَ تعالى يحبُّ من عباده المؤمنين كل دعاء، فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس، فإنها ساعة تُفتح فيها أبواب السماء، وتهب الرياح، وتُقسم فيها الأرزاق، وتُقضى فيها الحوائج العظام). وعند قراءة القرآن، فقد روي عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: (اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن: عند قراءة القرآن، وعند الأذان، وعند نزول الغيث، وعند التقاء الصفين للشهادة، وعند دعوة المظلوم، فإنّها ليس لها حجاب دون العرش). كذلك في أوقات انكسار القلب ورقته، وهناك أوقات كثيرة اخرى، ولكننا نكتفي بهذه الأوقات.
 أما الأمكنة فأجلّها وأعظمها هي بيوت الله ومشاهد أوليائه، وبعض الأماكن التي حثت الشريعة على الدعاء فيها، كموقف عرفة وبعض المواقف الاخرى في مكة والمدينة، وأعظم هذه الأمكنة حرمة هو تحت قبة الامام الحسين (عليه السلام)، فقد وعد الله (عز وجل) أن يجيب دعاء من دعاه تحت قبة الامام الحسين (عليه السلام)، وهو سبحانه لا يخلف الميعاد.. ولا يخفى ما للتوسل بأصحاب المشاهد المطهرة، كمشاهد أهل البيت (عليهم السلام) من أثر في استجابة الدعاء، ويقوي هذا الأثر، اذا كان  الداعي زائراً لهذه المشاهد، فأنه سيؤدي جملة من العبادات، منها تعظيم أولياء الله قربة الى الله، ومنها الصلاة، فإذا كانت الصلاة (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) كانت أكثر أجراً، وأكبر تأثيراً وقبولاً، ومنها التوسل الى الله سبحانه وتعالى بأوليائه، ومنها الدعاء مشفوعاً بروحانية هذا المكان، فضلاً عن الاقبال القلبي الذي يكون عند الداعي، وهو في هذه المشاهد المعظمة.. فكل هذه العوامل يكون لها الأثر الكبير في استجابة الدعاء إن شاء الله تعالى.

الموضوع السابق بسمة حزن

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat