عتباتنا المقدسة منهلٌ قيمي وحضاري
هاشم الصفار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هاشم الصفار

خاضت العتباتُ المقدسة تجارب السنوات الأخيرة المنصرمة بعد الانفتاح والتحرر من ربقة الحكومات الاستبدادية، وهي تخطو خُطوات حثيثة ومدروسة في نفس الوقت، لتتخطى مراحل الجمود والإهمال الذي أصابها طيلة عقود من الزمن، وتقطع مراحل مشرقة من الإنجازات الباهرة، لم تشهدْ مثلها طيلة تاريخها الغائر في القِدم.
وهي بكلِّ هذا الرقي والإبداع، أصبحت محط أنظار الجميع، وأسوة حسنة للإقتداء بمشاريعها وخدماتها المُقدمة لزائريها الكرام، ولعموم أبناء الوطن... فتوجيه الدعم المعنوي لهذه التجربة الخلاقة، والتواصل معها بكلّ الطاقات المُتاحة، والاستفادة من خبراتها... إنما هو انتصار لإرادة هذا الشعب المؤمن بدينه ورسالته، وحضارته العريقة على مرّ التاريخ، في تبنيه للأسلوب العلمي والنهج الصحيح، في النهوض بعجلة القدم إلى الأمام.
والأمر الحتمي الذي لا نقاش فيه، أن الطغاة وعلى مدى قرون عِدة، كانوا يتخوّفون من أيِّ متنفس لكلّ ما يمتّ بصلة بأهل البيت (ع): مراقدهم، مقاماتهم، تراثهم، وتعاليمهم، وقيمهم الفلسفية والعقائدية والأخلاقية...؛ لأنها بطبيعة الحال توقظ المجتمع من سباته الذي اختارته وصنعته السلطات الجائرة لشعوبها، سعياً منها لقتل الإرادة، وإماتة الأمل في النفوس.
إن الصحوة التي نعيشها اليوم على مختلف الصعد والميادين التي تنهض وتزدهر بها عتبات الخير والفلاح، ما هي إلا فرصة عظيمة لمؤسساتنا التعليمية، ولشبابنا الغيور، بضرورة الأخذ بزمام المبادرة في التحصيل العلمي والمعرفي والتقني... من أجل أن تكون خدمتنا لبلدنا الحبيب خير خدمة، وعلى أكمل وجه، وتستند على أفكار وأساليب وطرائق حديثة، في قيادة المشاريع، والمؤسسات الخدمية والعلمية...
إن كل تلك الأمور، والفرص المتاحة للرقي والنهوض بواقعنا، كانت في العقود الغابرة حُلُماً يتلاشى كلّ لحظة تحت سياط الجلادين، ويتكسر تحت سنابك الجهل والتخلف والضياع التي كان يَغيرُ بها الظالمون على أحلام شعبنا وطموحاته في العيش الكريم... إلى أن أسفر صبح جديد، تنفس فيه شبابنا المعطاء نسيم الحرية، فتسابقوا لعتبات الطهر والقداسة، لينهلوا رحيق الفكر، وعصارة العلم، منهجاً وتطبيقاً، وهي ثمار أينعت بمزيج من الصبر والكفاح، في مسيرة طويلة وشاقة، خاضها المؤمنون الحسينيون ضد أعداء الإنسانية، طيلة سنوات عجاف من حكمهم الجائر لشعب الرافدين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat