لكلِّ مكانٍ رجالٌ
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

كلُّنا عبيدٌ للٰهِ ، ولكنْ ليس صحيحًا أَن يأخُذَ إِنسانٌ بسيطٌ وغيرُ معروفٍ مكانَ إِنسانٍ معروفٍ ، أَو معروفٍ جدًّا وذي حضورٍ وتأثيرٍ في الآخرين في ذلك المكان بمصداقِ قولِه تعالى: ﴿تِلكَ الرُّسُلُ فضَّلنا بعضَهُم على بعضٍ ...﴾ [البقرة/٢٥٣] ؛ فالرسُلُ (عليهِمُ السلامُ) بقداسةِ ذواتِهم جميعًا ، وكرامةِ شخوصِهم قد فاضل اللٰهُ تعالى بينهم ؛ فجعل أَحدَهم بمنزلةٍ وأَثرٍ وتأثيرٍ تفوقُ غيرَه من أَقرانِه في الوصفِ (رسول) ، وبمصداقِ قولِه تعالى: ﴿واللٰهُ فضَّلَ بعضَكُم على بعضٍ في الرِّزقِ ...﴾ [النحل/٧١] إِذ إِنَّ أَرزاقَنا موكولٌ تقديرُها إِلى اللٰهِ تعالى وحدَه ، وليس من حقي أَن أَكونَ صاحبَ أَموالٍ طائلةٍ وعماراتٍ وقصورٍ ومصانعَ كغيري ممَّن نُعِّمَ بها وأَنا جالسٌ بلا عملٍ وبلا نشاطٍ أُراقبُ الناسَ فقط.
تشيعُ في مجتمعِنا الآنَ ظاهرةٌ سلبيةٌ ممجوجةٌ جدًّا هي أَخذُ بعضِ الناسِ أَماكنَ ومواقعَ ومجالسَ ومواقفَ هم ليسوا أَهلًا لها ، وهم موضعُ ازدراءٍ وانتقادٍ كبيرٍ من الحاضرين بسببِ تطفُّلِهم هذا.
فلكلِّ بيتٍ ، وأُسرةٍ ، وعشيرةٍ ، ومدينةٍ ، ومؤسسةٍ ، ودائرةٍ ، ومجتمعٍ رجالٌ أَكْـفاءٌ هم الأَفضلُ حضورًا وتأثيرًا وتعريفًا وشأنًا من غيرِهم. وهؤلاءِ همُ الواجبُ أَن يَّكونوا في مواقعِهِمُ الحقيقيةِ التي تُظهِرُ البيتَ ، والاُسرةَ ، والعشيرةَ ، والمدينةَ ، والمؤسسةَ ، والدائرةَ ، والمجتمعَ بأَقوى موقفٍ ، وأَبهى حالٍ ؛ فالأُممُ الناجحةُ تُقادُ برجالِها الأَكفاءِ.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat