صفحة الكاتب : الشيخ عطشان الماجدي

يوم عصيب
الشيخ عطشان الماجدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 (( ولما جاءت رسلنا  لوطا  سيء بهم  وضاق بهم ذرعا  وقال هذا يوم عصيب  )) هود/77 /.
 مع وجود الفارق العظيم بين  ضيوف الرحمن  من الملائكة  وبين ضيوف فساد الاخلاق والقيم والتغرير بالشباب نحو الهاوية . الأول ضاق بهم النبي العظيم عليه السلام ذرعا خوفا عليهم من قومه ،  واليوم ضاق البلد من ضيوفه ذرعا خوفا منهم من نشر الفساد بين ربوعه الطاهرة .
  اتفقت الشرائع الإلهية على تحريم الفعل الفاحش لقوم لوط والتي تتقزز منه النفس الأبية و تنفر منه طباع البشر غير الملوثة .
  وان كان الواجب الأساسي يقع على عاتق الدولة  العراقية بكل مفاصلها المعنية  بالرد على الهتك السافر  الذي استهدف القيم والمباديء  ، و بلا استحياء  معها متحدية وضح النهار لكل المعاني  والأخلاق الحميدة متعدية على الأعراف الاجتماعية التي تُعرف عن الشعب العراقي الأصيل ، صاحب الحمية والأخلاق السامية والفضائل الإنسانية والمكارم النبيلة ، وبعيدا عن الخوض في الاعراف والعلاقات الدولية او في مهام البعثات الدبلوماسية  
نرى من  الواجب بمكان علينا   إبداء الرأي بعمل ما ، ولعله   يعد بسيطا عند البعض لهول الخطب وفضاعة الفعل وقباحة التصرف وسوء العمل  وخبث المآرب واستخفاف  القوم بنا ، لأ بداء استنكار أصحاب العفة وغضب أهل الغيرة و تحقيقا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،  فلربما سكوت من يتمكن من  الرد يكون سبباً في الغضب  الإلهي ، ولا سيما لفضاعة وغرابة الأمر من جهة ،  و لبشاعته من  جهة  ثانية ، بنظرة استخفاف واستهجان  دون أدنى إحترام لمشاعر شعبنا العريق وقيمه العالية وتحد سافر للمسلمين في أيام شهر الله تعالى .
السابقة خطيرة جدا ، تذكر  بفعل الفاسدين آنذاك  ، إذ وقف النبي (ع) وقفة احتجاجية جبارة من فعل قومه وحينما لم يجد الناصر  قدَّم عرضه الشريف لهم بطريق شرعي (( قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين ))
/ الحجر/71/
 رغم شذوذهم  وفسادهم  وانحرافهم ولكنه ( ع) لم  يبحث عن رجل صالح حينها   لبناته ، إنما أراد (ع) محاربة  للفساد والشذوذ وترسيخا  لقيم الصالحين وتحقيقاً   لمباديء السماء . وليُعلم أنها ليست ردة فعل ، إنما هو  منهج تربية صالحة تربى عليها شعبنا الأبي  ، ومبادئ سامية ذات علاقة  مباشرة بالوجود وتعلَّم من اباءه الماضين العفة والكرامة ، ومن سجاياه الشهامة والرفعة وعدم الانحطاط فلا يميل ابدا إلى الميوعة والخناثة . وقد ضحوا بأنفسهم على مر العصور  لأجل الحفاظ على الفطرة السليمة وسلامة النوع البشري وإشاعة المباديء الأساسية للإنسان و تطبيق الشريعة الإسلامية  بأبهى  صورها .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عطشان الماجدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/05/18



كتابة تعليق لموضوع : يوم عصيب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net