(( ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب )) هود/77 /.
مع وجود الفارق العظيم بين ضيوف الرحمن من الملائكة وبين ضيوف فساد الاخلاق والقيم والتغرير بالشباب نحو الهاوية . الأول ضاق بهم النبي العظيم عليه السلام ذرعا خوفا عليهم من قومه ، واليوم ضاق البلد من ضيوفه ذرعا خوفا منهم من نشر الفساد بين ربوعه الطاهرة .
اتفقت الشرائع الإلهية على تحريم الفعل الفاحش لقوم لوط والتي تتقزز منه النفس الأبية و تنفر منه طباع البشر غير الملوثة .
وان كان الواجب الأساسي يقع على عاتق الدولة العراقية بكل مفاصلها المعنية بالرد على الهتك السافر الذي استهدف القيم والمباديء ، و بلا استحياء معها متحدية وضح النهار لكل المعاني والأخلاق الحميدة متعدية على الأعراف الاجتماعية التي تُعرف عن الشعب العراقي الأصيل ، صاحب الحمية والأخلاق السامية والفضائل الإنسانية والمكارم النبيلة ، وبعيدا عن الخوض في الاعراف والعلاقات الدولية او في مهام البعثات الدبلوماسية
نرى من الواجب بمكان علينا إبداء الرأي بعمل ما ، ولعله يعد بسيطا عند البعض لهول الخطب وفضاعة الفعل وقباحة التصرف وسوء العمل وخبث المآرب واستخفاف القوم بنا ، لأ بداء استنكار أصحاب العفة وغضب أهل الغيرة و تحقيقا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلربما سكوت من يتمكن من الرد يكون سبباً في الغضب الإلهي ، ولا سيما لفضاعة وغرابة الأمر من جهة ، و لبشاعته من جهة ثانية ، بنظرة استخفاف واستهجان دون أدنى إحترام لمشاعر شعبنا العريق وقيمه العالية وتحد سافر للمسلمين في أيام شهر الله تعالى .
السابقة خطيرة جدا ، تذكر بفعل الفاسدين آنذاك ، إذ وقف النبي (ع) وقفة احتجاجية جبارة من فعل قومه وحينما لم يجد الناصر قدَّم عرضه الشريف لهم بطريق شرعي (( قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين ))
/ الحجر/71/
رغم شذوذهم وفسادهم وانحرافهم ولكنه ( ع) لم يبحث عن رجل صالح حينها لبناته ، إنما أراد (ع) محاربة للفساد والشذوذ وترسيخا لقيم الصالحين وتحقيقاً لمباديء السماء . وليُعلم أنها ليست ردة فعل ، إنما هو منهج تربية صالحة تربى عليها شعبنا الأبي ، ومبادئ سامية ذات علاقة مباشرة بالوجود وتعلَّم من اباءه الماضين العفة والكرامة ، ومن سجاياه الشهامة والرفعة وعدم الانحطاط فلا يميل ابدا إلى الميوعة والخناثة . وقد ضحوا بأنفسهم على مر العصور لأجل الحفاظ على الفطرة السليمة وسلامة النوع البشري وإشاعة المباديء الأساسية للإنسان و تطبيق الشريعة الإسلامية بأبهى صورها .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat