على مَ تقاتلونني.
الشيخ عطشان الماجدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ عطشان الماجدي

سؤال إستنكاري، يختلف عن أمثاله كثيراً، اذ
أصبح تداوله على الألسن كالمثل العربي، ومن خلاله والجواب عليه يتمكن الباحث المنصف والقارىء للأحداث والمجريات بتجرد أن يتعرف على الحقيقة والتي لا تغطى بغربال، ولكن ماعسانا أن نفعل لمن يعاند ويكابر .
هو خطاب صدر من الإمام الحسين عليه السلام في لحظات حرجة للغاية لم تر الأرض لها من مثيل، وتبقى سهاما قاتلة ولا تعد كبقية العبارات، أخذت مأخذها من القلوب المؤمنة المحتسبة، ولكنها لم يكن لها ذلك التأثير في القلوب القاسية ، والتي أجابت: نقاتلك بغضاً منا لأبيك.
وهذه الجملة التي كتبت بريشة التاريخ ، والتي نسجت الكلمات دون خجل، وجعلتها ملطخة بالدماء الطاهرة التي سالت على أرض كربلاء آنذاك ، وسطرت في كتب السير والحوليات والمقاتل. إن تلك الدماء هي من كتبت تاريخاً مخلَدا ، خُلدت فيه المواقف والكلمات.
واليوم كأنها تعاد المحاولة، فيمكن السؤال: على مَ محاربة السيد محمد رضا السيستاني دامت افاضاته؟ أيها القارىء الكريم: كي تعرف ما هو الجواب، الأمر لا يحتاج إلى جمع بيانات أو قرائن أو عرض مزيد من المعلومات أو إستخدام أدوات مختصة بكشف الحقائق ، أو عرض إعترافات، لا ، فالجواب: إنما بكل بساطة: بغضاً منا لأبيك.
وغير خاف عنا ولم يغب من البال بأن الله تبارك وتعالى يدافع عن الذين آمنوا ، ولكن لا يعني التفرج والوقوف على التل. لأن الشعور بالمسؤولية ومعرفة التكليف يتطلب الدفاع عن الحق، وله أسبابه: عن الدين الاسلامي ورموزه وشخصياته، عن العلم والعلماء ، عن الحوزة العلمية في النجف الاشرف وطلبتها الكرام، عن المرجع الأعلى الإمام السيستاني دام ظله الشريف. والمسلم يعرف أن : المرء يحفظ في ولده، كرامة له و تكريما. والواجب على صاحب القلم الحر الدفاع عن الحق والقيم والمبادئ.
وقراءة المقطع الحسيني بتجرد فإنه ينبأ عن الم وحزن شديدين جداً ، وأقطع جازماً بأن ألم الإمام عليه السلام وحزنه كان أعظم وأكبر حينما سمع الرد والجواب منهم: إنما نقاتلك بغضاً منا لأبيك.
هنالك تزدحم الصور وتترادف الأحداث وتتشابك اللحظات، الحقد والضغائن متوجهة نحو الإمام أمير المؤمنين عليه السلام. هذا مما يؤدي إلى جروح عميقة في قلب المسلم الغيور ، فكيفما الحال بإبن المولى عليهما السلام ؟ والمسألة ذات المسألة، والصلة هي هي لا فرق بين ذا وذاك. فما نراه اليوم لا جريمة يعاقب عليها سماحة السيد محمد رضا السيستاني دام ظله ، ولكن حسب المنطق الدنيوي.
إنما يؤاخذ بجريمة غيره (ولا جريمة تذكر )، ذنبه أنه إبناً لسيد المذهب وكبير الشيعة، و مديراً ( إن صح التعبير) لمكتب نائب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف، وقائماً بأعمال مكتب المرجعية العليا للطائفة الشيعية على أكمل وجه.
وأما نار الحسد المستعرة فحدث عن ذلك ولا حرج، ((أم يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله)).
مضافاً إلى ما تقدم: فإن الإناء الذي لا يتسع لأبسط شيء من المعروف والخير ، وقد إمتلأ بالغيظ والحقد والكراهية والحسد والانانية فكيف به يسع الأخلاق وأصحابها؟
المناقشات الجادة لها أروقتها في الحوزة العلمية، والمباحث العلمية ملائمة ومنسجمة مع توجهاتها، والمطارحات والإعتراضات منهجاً معروفاً فيها، والإختبارات متوافقة تماماً مع رؤاها.
فليس من الضير أن يقتحم المعترض لمسألة معينة ويدلي بدلوه، وهذا الأسلوب الأمثل في إقتحام الأبواب الموصدة كما في مخيلة البعض، وإنما الحق كل الحق فإن الأبواب مشرعة، بل يحصل على التأييد من يطرح الأسئلة والاستفسارات والإشكالات فهذا ما دأبت عليه أجواء الحوزة العلمية في النجف الأشرف حماها الله تعالى.
ولكن من يفشل بالتفاعل مع الأصداء العامة فيها أعني من لا يجد التأييد منها ولا التأثير في أهل العلم والدين، حينها يبحث عن طرق عمل ما للخلاص من العالم الحقيقي الرباني.
وهؤلاء سيفشلون حتماً، لأنها حرب مع الله تعالى، وإن كانوا لا ينتهون، فهم في غفلتهم يعمهون، قلوب قست فهي كالحجارة بل أشد قسوة، يتربصون بالمؤمنين ومتى ما حانت اللحظة السانحة والفرصة المتاحة حسب القاعدة: الغاية تبرر الوسيلة، فأصبحت شعاراً يرفعونه، يستغلونها بتحويلها إلى مغنم عظيم. وأكبر النتاجات المكتسبة: الضوضاء الدعائي والسفسطي لتجنى منه الرضا النفسي والحصول على الوهميات دون تحقق الغايات الاخروية.
أما المراهنة على الجهل والفقر وغيرهما ما عاد ينفع بشيء؛ فما دام الحال مدعوماً بالحقد والكراهية لن يتمكن طالبوه من إنتزاع أصحابهما بسهولة ويسر .
وهناك علة أخرى تدلل على هذا المعنى والمجهود في التعامل مع منتجات الأحقاد لتحرز العنوان الإبداعي في التعامل الأبدي الآ وهو الصبر وقوة التحمل والإعراض عن المستحقين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat