العلمُ في غير محلّهِ مجهلةً أحيانا
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

يقول أحد الباحثين : " عندما أنظر الى زهرة الكاردينيا وهي تتفتح ، فإني في هذه اللحظة أقوم بإرجاء ( ترك ) كل الأفكار التي تفسّر الظاهرة من الناحية العلمية وأركز على جمالية لحظة التفتح وحدها .. "
هنالك بعض الحقائق يكون سرّ معرفتها كامن في عدم التعمق كثيراً بفلسفتها ، فهي تتكلم عن نفسها بأبسط كلمات وأوضح معان .
والظريف أنّ أكبر الحقائق في هذا العالم الذي نعيشه تخضع لهذه القاعدة الذهبية ، مثل مسألة وجود الخالق وما يتصل بهذه الحقيقة العزمى من التزامات اخرى ..
وبسبب التعمق العلمي والولوج في تفصيلات الأشياء جعل الكثير من العلماء يشعرون بأنهم قد فقدوا أهم حواس المعرفة ووسائل تحصيل العلم ، فنظرتهم الأولى للأشياء والفهم الذي ينقدح بالتبادر من القراءة الأولى للنصوص ومعرفة طبيعة الامور وسجاياها .. كل ذلك قد فلتَ من أيديهم وحلّت محله المصطلحات العلمية والمعادلات الرياضية والنظرة الدقّية وهي في أحسن حالاتها لا تخرج الّا بنفس نتيجة تلك المقدمات البسيطة للمعرفة .
وقيل في ذلك أنه : كان قوم يجلسون في واحة وسط الماء فأراد أحدهم أن يؤرخ ذلك شعراً فقال :
فكأننا والماء من حولنا × قومٌ جلوس حولهم ماء
وضحك الحاضرون ، وقام ابن الذروي الشاعر وكان حاضراً وعلّق على ذلك الشعر قائلا :
أقامَ بجهدٍ أياماً قريحته × وفسّر الماء بعد الجهد بالماء
ولا يُفهم كلامنا أننا نريد التقليل من العلم والعلماء ، وانما نريد ان ننّبه الى أن بعض أهم المعارف تؤخذ بأسهل وأبسط الوسائل وأقل الجهود ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat