ولدت الديمقراطية في العراق عام 2003 م و هي تحمل بين حروفها خوفا كخوف طفل ولد جديدا لعالم لم يعرف عنه شيئا .... و لا يعرف هو كيف يتصرف معها فما زال لم يتعلم الكلام ليعرب عن حاجاته ... و لا يعرف الكتابة ليكتب عن ارائه ...
في هذا العالم الجديد سمع تلك الكلمات ( نحن نحتاج لصدام) عفية عليه ابو عداي صكارهم) شعب ما يفيده بس صدام)...
قالها و هو متذمر جدا من ارتفاع درجات الحرارة وهو يخرج اجرة الكيا من جيبه الخلفي... و قد بان على مظهره وهو ابن الستين عاماً بانه موظفا حكوميا مضى على وظيفته دهراً و و ظيفته طيلة تلك الاعوام لم تتعدى كتابة الاوامر الادارية وربما احيانا التقارير الحزبية و كيفية صياغتها .. وقد أبدع وهو يتفنن في ايقاف العلاوات و الترفيعات و احتساب الشهادات لكي يستغل الموظف البسيط ليكسب بعض الهدايا ليكتب امرهم الاداري معللا تاخيره مرة بزحمة العمل و اخرى بسقط سهوا و ثالثة بالتعليمات التي لا يعرفها سواه .... هكذا قضى حياته في زمن الطاغية المقبور..
شخص كهذا قضى حياته وهو يرضي امراضه النفسية الداخلية في ان يكون متحكما في قوت الناس و ارزاقهم يحاول ان يبين نفسه بانه مهم او آمر وناهي يستمد قوته من بدلته الخاكية ( الزيتونية) التي يبرز بها انتمائه لطاغية عصره وقاتل اخيه ...
شخص كهذا كيف له ان يفهم معنى الديمقراطية ؟؟!!
كيف يمكن لشخص قضى عمره وهو يمدح الظالمين و يتملقهم ليتسلط على بسطاء الناس ان يعرف معنى الاحترام ؟؟!!
كيف له ان يفهم معنى الاحترام وطيلة عمره يمارس الابتزاز مهنة و يفهم الخوف من بدلته على انه احترام ؟؟!!
ان ماحمله يوم تحرير العراق من ظلم الطاغية 9/4/2003 للعراقيين من ديمقراطية و حرية اختيار من يمثلهم و ماظهر بعدها من صوت للاقليات التي كانت مغيبة طيلة قرون .. مفاهيم لا يفهمها كثير من الناس ...مثلهم كمثل السكران الذي يتخيل السعادة و النشوة في الوقت الذي يزدريه كل من حوله وهو يملئ الارض قيئاً...
ان شخصا يجب ان يعيش عمره وهو تحت وطأة الظالمين وهم يعطوه راتبه كمنة و الرز كمكرمة و يجب ان يموت تحت احذية الظالمين التي تعود تقبيلها ... شخص كهذا لا يستحق النقاش ...جواب واحد كان كاف له ( الحرية كلمة لا يفهمها العبيد )و بعض الحشرات التي تعيش على فضلات الانسان تموت ان ذاقت الشهد ) قلتها له و انا انزل من الكيا بعد ان وصلت لغايتي و انا على يقين بانه لم يفهم الجملة شيء لانه لم يعرف من الحياة التي عاشها خلف قضبان الدكتاتورية معنى ان يكون انساناً...

التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!