قابيل القاتل مرتكب اول جريمة سفك دم برئ في التاريخ وهو أول من أسس اساس الجريمة وأرسى قواعدها . قابيل كان فضا جدا عنيفا حتى مع ربه حيث عندما يسأله الرب عن اخيه يرد بفضاضة قبيحة كما نقرأ في الكتاب المقدس .
في التوراة يُطلق عليه اسم (قايين) كما نقرأ في نصوص كثيرة منها : سفر التكوين 4: 2
(وكان هابيل راعيا للغنم، وكان قايين عاملا في الأرض).
وكذلك في سفر التكوين 4: 8 ( وحدث إذ كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله).
وبعدما قتل قابيل او قايين اخاه هابيل هرب إلى شرق جنة عدن باتجاه إيران وهي المنطقة الحالية اسمها (شوش) بالقرب من مدينة أور إلى مدينة (نود) المفقودة والتي لربما تكون تحت الأهوار. يقول في سفر التكوين 4: 16 (فخرج قايين وسكن في أرض نود شرقي عدن). ولكن الله الرب افتقد هابيل ولم يراه سارحا في أغنامه كالمعتاد واخذ يبحث عن هابيل بعد اختفائه ولما عجز الرب عن العثور على هابيل سأل قابيل: (فقال الرب لقايين: أين هابيل أخوك؟) فأجابه قابيل ــ قايين ـ بكل فجاجة وعصبية : (فقال: لا أعلم! أحارس أنا لأخي؟).سفر التكوين 4: 9
وهكذا تؤدب هذه النصوص اتباعها على أحترام الرب.

التعليقات
يوجد 4 تعليق على هذا المقال.
البعض يقول بأن المتكلم مع قابيل كان والده (آدم) . ولكن سياق النص يقول بغير ذلك . حيث أن مبدأ الحوار في التوراة والقرآن يوحي بأنهما قدما قربانا لله ، فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الآخر . فقد قبل الرب قربان هابيل وكان من ابكار غنمه وسمانها . ولكن الرب لم يتقبل من قابيل المزارع الذي قدم ثوم وبصل وكراث وهذه الأمور يكرهها الرب حيث انها تسبب رائحة في الفم بعكس الذبيحة المسمنة التي يرغب الرب كثيرا في شوائها والتهامها ويُصيبه السرور ويطرب على رائحة الشواء سفر الخروج 29: 18 ( وتوقد كل الكبش على المذبح. هو للرب رائحة سرور، والخروف الثاني تقدمه في العشية كل الشحم للربعلى صاج تعمل بزيت، مربوكة تأتي بها. ثرائد تقدمة، فتاتا تقربها رائحة سرور للرب.ويوقد الشحم لرائحة سرور للرب وتقدمته عشرين من دقيق ملتوت بزيت، وسكيبه ربع الهين من خمر). يعني اربع جلكانات من الخمر تُقدم للرب بعد عشائه المذكور). وعلى ما يبدو فإن رب التوراة يختلف عن رب الأديان الأخرى لأنه ينزل وينام معهم ويدخل خيمة الاجتماع ويجتمع معهم ليتدارس التوراة ويأمرهم ان يحفروا حفرة لبرازهم لكي لا تغطس قدم الرب فيها عندما يتمشى ليلا بين الخيام . ولذلك فلا تعجب إذا رأيت البشر العاديين يتكلمون مع هذا الرب ويتناقشون ويغضبون ويزعلون . تحياتي
عندي عدد من الاستفهامات عن نص سفر التكوين 9:4، وعن عبارتك ايضا ( لكن الله الرب افتقد هابيل ولم يره سارحا في اغنامه كالمعتاد واخذ يبحث عن هابيل بعد اختفائه ولما عجز الرّب عن العثور على هابيل سأل قابيل ...الخ ) .
نحن نعلم أن الله يعلم ما في القلوب، ويعلم الغيب، ويعلم بكل شيء قبل وقوعه وبعده، فهو الخالق ولا احد يعلم الغيب غير الله تعالى، فكيف يفتقد هابيل ويبحث عنه؟ ثم عبارتك (ولما عجز الرب على العثور على هابيل) توحي أن الله عاجز أن يعلم بما فعل قابيل بهابيل، وهذا نفي لعلم الله الغيبي، وكيف يستفسر من قابيل عن هابيل لأنه لا يعلم بمصيره، حاشا لله أن يكون لا يعلم بكل شيء قبل وقوعه وبعده، فالله تعالى يعلم بما في القلوب. والله يقول في كتابه المجيد: ((ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)) ق: 16 وقول تعالى: ((ولله غيب السموات والأرض)) هود: 123، النحل: 77. وهناك آيا كثيرة في القرآن تنسب علم الغيب لله تعالى. فكيف وهو علام الغيوب ولا يعلم بقتل قابيل لهابيل؟ من جهة أخرى الله يتكلم مع خلقه عن طريق الوحي، والوحي خاص بالانبياء والرسل. وكلم موسى بالمباشر لأنه نبي الله، فهل قابيل نبي حتى يكلمه الله؟ واسلوب الكلام في سفر التكوين و يوحي كأن قابيل يتكلم مع شخص مثله وليس مع الله. نرجو من حضرتكم التوضيح وأنتم أهل للعلم والسؤال.
اخوكم علي جابر الفتلاوي