(2018م) عام النُكوص إن لمْ نرتقي خطوةً إلى الأمام
اسامة العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اسامة العتابي

عُشرون ( نصيحة ) يجب فيها التراجع عن مفاهيم سائدة لمفاهيم آخرى واعية .
كُلَّ سنة تمرُّ على البشرية هي سَنةُ مَخاض لولادةِ الوعيَّ في الإنسان والوعي في مسيرة البشرية يسير في مَنحى تَصاعديُّ اجماليٌّ ؛ بمعنى أن الوعي يسير تصاعدياً رغم أنه يمر في مراحل توقف أو تباطؤ أو نكوص يُصيب جزءً أو أجزاءً من العالم لكنَّه لايُصيب كل أجزاء العالم بمعنى التصاعد يبقى ولو كان بطيئاً . إذاً نحن في عام (٢٠١٨م) ندخل في مرحلة أكثر أماناً على الوعي من النكوص مع بقاء إمكانات محدودة مُفتعلة لحدوثه سُرعان ماتفشل بل وتتحوّل الى موجات تنويرية تعويضية كردِّة فعلٍ لذا سنواجه محاولات شديدة من مختلف المَحاور الظلامية في أستخدام آخر أوراقها لتثبيت بقاءها سواء أعلامياً أو سياسياً أو عسكرياً وهي تحاول أعاقة تطور ونمو ونضوج وتفتح الوعي ومنع تحرَّر الشعوب من فتنتها من خلال أفتعال مواجهات طائشه ومغرورة تريد من خلالها إسترجاع شعبيتها في أوساط جمهورها
لذا في هذا العامِ الجديدِ أَمامَنا الكثير من المهامِّ والأَهداف التي يجب أَن ننجحَ في إِنجازِها. ومن أَجلِ تحقيقِ النَّجاح وتجنُّب الفشل يجب أَن تتراجع منظومةُ مفاهيم لصالحِ منظومةِ مفاهيمٍ آخرى أكثرُ أهميّة .
1. يَجِبُ أَن يتراجع مفهوم أَلـ [ أَنا ] لصالحِ مفهوم أَلـ [ نحنُ ]! من خلال التحلِّي بعقليَّة الفريق بدلاً عن عقليَّة أَلفرد .
2. يجِبُ أَن تتراجعَ ثقافة أَللاأُبالية و [ آني شَعليَّة ] و [ مَيفيد ] لصالح مفهوم المسؤُوليَّة! وعلى صعيدَين؛
أَلأَوَّل: على صعيد طريقة التَّعامُل مع المسؤُول.
الثَّاني: على صعيد الشَّأنِ العام، وعلى رأسهِ الصَّوت الانتخابي.
وهذا يحتاجُ إِلى تراجُعِ عقليَّة المسؤُوليَّة الفرديَّة لصالح المسؤُوليَّة الجماعيَّة [التشارُكِيَّة] على قاعدة [ننهضُ جميعنا أَو لا ننهض].
3. يَجِبُ أَن يتراجع التضخُّم في الانتماء الدِّيني والمذهبي والاثني والحزبي والعشائري وغير ذلك لصالحِ الانتماء الوطني! فالوطنُ هو أَوسعُ قاسمٍ مُشتركٍ بين المواطنين في بلدٍ متنوِّعٍ ومتعدِّدٍ في كلِّ شَيْءٍ.
4. يَجِبُ أَن يتراجعَ مِعيارُ المُحاصصة والهويَّة والزَّي والخلفيَّة والولاء للقائدِ الضَّرورة، لصالحِ معيارِ الإِنجاز وعلى صعيدَين؛ التصدِّي لموقعِ المسؤُوليَّة والتَّقييم.
5. يَجِبُ أَن يتراجعَ مفهوم الكانتُونات والفِئَوِيَّات والأُسرِ والطوائف لصالحِ مفهومِ الدَّولة.
6. يَجِبُ أَن يتراجعَ مفهوم عبادة الشخصيَّة وصناعة الطَّاغوت والصنميَّة لصالحِ مفهومِ المصالحِ والمنافعِ والحقوقِ والواجباتِ.
7. يَجِبُ أَن يتراجعَ مفهوم المُقارنة والتفضيلِ بين فاشلٍ وآخر وبين لُصٍّ وآخر لصالحِ مفهومِ المقارنةِ والتفضيلِ بين النَّاجحين والنَّزيهين، من خلالِ تراجعِ العقليَّة السلبيَّة لصالحِ العقليَّة الإِيجابيَّة وتراجُع عقليَّة [ ليسَ بالإِمكانِ أَفْضَل ممَّا كان ] لصالح عقليَّة [ دائِماً هُناكَ الأَفضل ].
8. يَجِبُ أَن يتراجعَ مفهُوم الاستئثارِ لصالحِ مفهومِ الإِيثار، ومفهومِ الانتفاع لصالحِ مفهومِ النَّفع.
9. يَجِبُ أَن يتراجعَ مفهُوم [ إِذا لم أَستفِد أَنا فلا نزَلَ القطْرُ ] لصالحِ مفهومِ [ ليستفيدَ الأَقدرُ والأَحوَجُ والأَكثرُ أَهلِيَّة ].
10. يَجِبُ أَن تتراجعَ عقليَّة التَّخاصُم والتَّقاطُع والتربُّص لصالحِ عقليَّة التَّكامل والتَّمكين من خلالِ؛
- الاعترافُ بالفضلِ
- الاعترافُ بالآخر
- الاعترافُ بالخطأ
11. يَجِبُ أَن تتراجعَ عقليَّة التزمُّت والتَّقاطُع لصالحِ عقليَّة الانفتاحِ وقبولِ الآخر والحوار والتَّعايُش.
12. يَجِبُ أَن تتراجعَ ثقافة التَّصفيق والخطِّ الأَحمر و[علي وياك علي] و [ بالرُّوح بالدَّم ] لصالحِ ثقافة الرَّقابة والمُحاسبة وحجب الثِّقة والعِقاب.
13. يَجِبُ أَن تتراجعَ ثقافة الفشل لصالحِ ثقافة النَّجاح، وذلك بتكريمِ النَّاجح من خلالِ وضعهِ المكان الذي يستحقّ، وعلى مُختلف المُستويات، وتوجيه اللَّوم والعِقاب للفاشِل.
14. يَجِبُ أَن تتراجعَ ثقافة [عَدِّ التَّضحيات] لصالحِ [عَدِّ النَّجاحات والانجازات].
15. يَجِبُ أَن تتراجعَ عقليَّة [أَنا فقط] لصالحِ عقليَّة [أَنا وغَيري].
16. يَجِبُ أَن تتراجعَ عقليَّة أَلبحث عن شَمَّاعات نُعلِّق عليها فشلنا وأَخطائنا وتقصيرنا وقُصُورنا لصالحِ عقليَّة قَبول التحدِّي ومُواجهة المخاطر وتحمُّل المسؤُوليَّة.
17. يَجِبُ أَن تتراجعَ العقليَّة الماضوِيَّة وثقافة الماضي لصالحِ عقليَّة المُستقبل.
18. يَجِبُ أَن تنسحبَ ثقافة التَّكفير والبَغضاء والكراهيَّة واحتكارِ الحقيقة والتَّمييز لصالحِ ثقافة الحُبِّ والتَّشارك والتَّعاون وتقاسُم الحقيقة والعدْلِ والاحسانِ.
19. يَجِبُ أَن تتراجع عقليَّة الانتقام والتشفِّي لصالح عقليَّة التَّسامح وتجاوز الزلَّات.
20. يَجِبُ أَن يتراجع مفهوم [القُوَّة والنُّفوذ فوق القانون] لصالحِ مفهوم [القانون فَوْقَ الجميعُ].
إِذا أَردنا أَن يكونَ العامُ الجديد هو عامُ الانتصارِ في الحربِ على الفسادِ فيجب أَن
يتمَّ تقديم [عجلٍ سمينٍ] واحدٍ على الأَقلِّ للقضاءِ ليقفَ خلفَ القُضبانِ في الرُّبعِ الأَوَّل من العامِ الجديدِ ليتيقَّن الشَّارع بجديَّة هذه الحرب وأَنَّها ليست مجرَّد شِعارات للاستهلاكِ الحزبي أَو الانتخابي.
[وَكُلُّ عامٍّ وَأَنتُم بِخَيْرٍ].
1/1/ 2018.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat