مرحبًا ... قبل ترتيل السطور دعني أنفُضُ ثوب عُمري المُمتَلئ بالتراب، وأقوم بالبحث عن مرآة كي أضع ما يخفي التجاعيد التي رمتها على قميص ملامحي الأيام.
في كُل مرة أمر من أمام الآيات التي تتحدث عن لقاء سيدنا موسى مع الله عز وجل، ترتدي روحي حلة وردية، ادثر قلبي المرتجف بالكلمات، أتخيل الوادي المُقدس، أقطن بعيدا عن ضجيج الدهر ولعثمة الأيام وأبصر نور يُ...
ثمة مواقف تُعلَّق في ذاكرة الروح، لا تمر مرورًا عابرًا، بل تنقش في الوجدان درسًا خالدًا، تُرشدك إلى حكمة القدر، وتُعلّمك كيف تُصغي لرسائله بصبرٍ ويقين.
في زاوية الغرفة أجلس، أعد خصال العمر المتناثرة بين يدي، أستحضر الطفولة، فلا أدري… أكانت مريرة أم جميلة؟ أم أنها ذلك الخليط العجيب من الأمل والخذلان؟
اليوم، وأنا عائدة من مكة إلى الطائف، وجدتني عالقة بين ثنايا الكلمات، بين وقع الخطى وعبق الذكريات. كم خطوة خطاها النبي ﷺ بصحبة زيد بن حارثة على هذه الأرض؟ كم جبلًا عبر؟ كم دمعة انسكبت، وكم
أجلسُ بين الكثير من البشر، أتكئُ على ملامحهم العابرة، كعابرِ سبيلٍ لا يُلقي السلامَ على الطريق.
إلهي، ها أنا أقف بين يديك، أحمل جسدي الثقيل كجثة خاوية، أنفضه بأنامل روحي، محاولةً إسقاط ذرات ذنوبي الثقيلة. أبلل أطرافه المتهالكة بكأس الدعاء، لعل الإجابة تعيد له الحياة.
الرسائلُ حينَ تُكتبُ للشهداءِ، يجبُ أن تُعطَّرَ بريحانٍ من الروحِ، فلا عطرٌ في العالمِ يُوازي عبقَ أجسادِهم الطاهرة.
على طاولةٍ محطّمةٍ أجلسُ، مرهقة من عبث الأيام، أبحثُ عن نفسي في زوايا الفوضى، أَدورُ حولَها،
يضع المرء يديه على ملامح عمره، يتحسس بأنامله المرهقة تجاعيد تلك الملامح التي نقشتها السنين. يضع عليها مساحيق التجميل، عله يخفي خدوش الأيام التي أبت أن تُمحى
أجلس هنا في الظلام وحيدة، أسأل نفسي: كم تبقى من الوقت؟
احتضنت مياه النيل صحراء اليمن، غدا الكون وريدا لجريان دماء الشهادة، وضع عرش بلقيس أنامله على خصلات شعر مصر حتى يمشطها بأريج من الذكريات،
بكيت، خفت، وتحسرت. خفت حقًا ان ألا أرى نورك، ألا أرى ملامح جودك التي تمنيت بحق أن تملأ عيني. تخيلت نفسي واقفًا بين فوج عظيم ممن تفتح لهم أبواب الشوق والحنين إليك، إلى وجهك الكريم، إلى لقياك.
المُقدمات، والمفردات، والحروف، جميعها تُدون للخطابات البشرية، ولكن لك أنت يجب أن نبدأ بوضع الروح جانبًا، وننتزع الجسد من بهرجة الدنيا، بين يديك تترك اليدين دورها لتتعلَّق الروح، تركض الكلمات في رصٍّ ...
لك مع طف الحسين صلة ، سألته هل ينمو تراب الطف في اليمن الجريح؟ أم تلتقي المدن في حوار الشهادة ،رغم بعد المسافات زمانا ومكانا ،
بعض الحوارات لا تبدأ بالكلمات بقدر ما تكون نهرًا يغسل أقدام القلوب، في ميدان الصلاة كُلنا عاشقون، نرغب بالمزيد
خلع الصباح ثيابه ليرتدي ثوبًا معطراً في محراب الصلاة، استحمت المشاعر بنهر من نبع اليقين، نشب في حنجرة الزمان صوت بكاء قديم، خدشت