أقولُ وعبرتي تجري التياعا
على مضضٍ ومن بعدٍ وداعا
يناديكِ الفؤادُ جوىً وشوقاً
ولكن انت تأبينَ استماعا
تركتِ جوارَ مَنْ يهواكِ صدقاً
وجاورتِ الأفاعي والضباعا
فلا تلقي عليَّ اللومَ يوماً
فأنت رفضتِ للشملِ اجتماعا
لقد كان الفراقُ عَلَيْكِ سهلاً
وبانَ هواكِ غشّاً واصطناعا
ذبحتِ فؤادَ ذَا ودٍّ وفيٍّ
تأبّى أن يُذلَ وأنْ يُباعا
صبرتُ على النوى صبراً جميلاً
وظنّي أنْ تعودي لي سراعا
ولكنْ طالتِ الأيامُ حتى
أماطتْ عن سريرتكِ القناعا
فما بيني وبينكِ قد تلاشى
وما أخفيتِه أضحى مُذاعا
ولا تتأملي مني رجوعاً
فقبلَ اليومِ لم أكنِ الشجاعا
فهل أجدى الفراقُ عَلَيْكِ نفعاً
أمِّ الاشجانُ قد نزلتْ تباعا
دعيني وارحلي عنّي بعيداً
فقلبي قد تحمّلَ ما استطاعا
وكم حاولتُ نبحرَ في سلامٍ
ولكن أنتِ مَنْ كسرَ الشراعا
دعيني بينَ أشجاني وحيداً
فقد نادمتُ في الدنيا الضياعا