[أ ترون ما أرى؟] ماذا على الله؟
احمد سالم إسماعيل
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد سالم إسماعيل

يقول تعالى:
1. (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ)[سورة يونس 103].
2. (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [سورة اﻷنبياء 104].
3. (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة الروم 47].
4. (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) [سورة القيامة 17].
5. (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) [سورة القيامة 19].
6. (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ) [سورة الغاشية 26].
7. (إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ) [سورة الليل 12].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نلاحظ الآيات السابقة، فيها معنى الوعد والعهد، قد أخذهما الله على نفسه أن يقوم بهذه الأمور.
ففي الآية الأولى: تعهد الله تعالى بنجاة المؤمنين، كيف هذا ومتى؟ وهل نجى المؤمنون كلّهم؟
نقول: حدثت على مرّ العصور حوادث جعلت المؤمنين في محنة، وقد نجّاهم الله منها، ولذلك أمثلة كثيرة.
لكن بعض المؤمنين اليوم يُضطَهَدون من قِبل الظالمين، فهل هم ناجون؟
لعل دلالة الجملة الاسمية (علينا نصرُ المؤمنين) التي هي الاستمرارية والثبوت، توحي بأن النجاة تكون في كل زمان، وهذا يدعو إلى أن تكون في كل زمان سفينة لنجاة المؤمنين، وهذا هو بعينه ما قاله المعصوم عليه السلام إذ قال: كُلُّنا سفن النجاة، ولكن سفينة جدي الحسين أوسع وفي لُجَجِ البحار أسرعُ.
وينجو المؤمنون على يد إمام زمانهم المعصوم عليه السلام، فهو الذي يخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى الصراط المستقيم.
وفي الآية الثانية: حديث عن أحوال يوم القيامة، وهنا جانب مشهد من مشاهد الساعة، نسأل الله الرحمة في ذلك اليوم بحرمة محمد وآل محمد.
وفي الآية الثالثة: تعهّد ربُّ العزّة والجلال بنصر المؤمنين في كل وقت، وهل يستحقّ غيرُ المؤمنين النصرَ؟!
وفي الآية الرابعة: مسألة جمع القرآن وقراءته.
نحن نعلم أن أمير المؤمنين (صلى الله عليه وآله) بعد استشهاد النبي (صلى الله عليه وآله) قد أخذ على نفسه أن لا يخرج -إلّا للصلاة- حتى يجمع القرآن، وكان ذلك تنفيذاً لوصية رسول الله صلى الله عليه وآله، ويمكن القول: أن الأمر قد صدر لأمير المؤمنين عليه السلام بجمع القرآن من الله في القرآن من خلال دلالة الآية، كيف؟
عندما يقول الله تعالى (إن علينا جمعه)، والقرآن لم ينزل مجموعاً، وقد أوصى رسولُ الله أميرَ المؤمنين (عليهما وآلهما السلام) بجمعه، فهذا يوحي أنّ الضمير (نا) في (علينا) يشمل الجهة المنفذة التي تتمثل في ربّ العزّة والمعصوم عليه السلام، فعندما لم يجمع الرسولُ القرآنَ فإن أمير المؤمنين يعلم أنه سيجمعه، لأنه ضمن دائرة تنفيذ الأوامر والعهود الإلهية، أي ضمن الضمير (نا).
وأمّا قراءة الرسول صلى الله عليه وآله، فلا يمكن مخالفتها؛ لأنّه هو الناطق بالقرآن كما نطق به جبرئيل عليه السلام حين أنزله على صدر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله، وقد سار على ذلك النهج الأئمةُ بعد النبي صلى الله عليه وآله.
وفي الآية الخامسة: أشرنا قبل قليل إلى أن المعصوم يدخل ضمن دائرة تنفيذ الأوامر والعهود الإلهية، فمن الطبيعي وفقها لذلك أن يكون المبيّنُ للقرآن هو المعصوم عليه السلام، وأهل الدار أدرى بما نزل فيه، فالمعاني التفسيرية التي لم ترد عن طريق المعصوم -يمكن القول أنها- غير صحيحة.
ولو لاحظنا مجيء (ثُمّ) الحرف الدالّ على العطف بتراخٍ ومدّة زمنية طويلة، يمكن أن نقول: أن التراخي في (ثم) يشير إلى أن القرآن الحكيم سيظهر معناه تدريجياً من خلال بيان الله له، وكيف يكون ذلك؟ يكون ببيان المعصوم عليه السلام؛ لأنّه ينطق عن الله تعالى، ومنه نستدلّ على وجوب وجود حُجّةٍ معصومة تُبيّنُ القرآن في كل زمان.
وأمّا الآية السادسة: فتشير إلى أنّ الله هو المحاسب يوم القيامة (بحسب ظاهرها).
وأمّا الآية السابعة: ففيها أن الهدى من الله تعالى، وهذا واضح جدّاً، وقد تطرقنا له في مقالة أخرى بعنوان (هُدى الله)، إذ إن هدى الله لا يكون إلّا باتباع محمد وآل محمد، لأن الحسين عليه السلام هو مصباح هدى الله تعالى كما بيّنّاه في محلّه.
نسأل الله الهداية وحسن العاقبة ببركة محمد وآل محمد.
الخميس 22 محرم الحرام 1437 هج
الموافق 5/ 11/ 2015 م.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat